للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فى بيت المقدس وتعاهدا على ان من مات قبل صاحبه، كان الحى وارث ملك الميت، وزوّج بغدوين (١٢٣) ابنته بروجار. واتفق ان روجار اقتتل هو ونجم الدين الغازى ابن ارتق على درب سرمدا، فكسر نجم الدين [روجار] وقتل هو وساير عسكره.

ثم سار بغدوين الى انطاكيه، وملكها لما مات روجار، فمات الشاب وعاش الشيح.

وملك ممالكه واقام مالكها الى ان وصل اليه شاب فى البحر ادعا (٥) انه ابن ميمون الدى كان صاحب انطاكيه. وثبت دلك عند بغدوين، فسلمه انطاكيه من غير حرب.

وكان دلك الشاب شجاعا مقداما. فلم يزل مالك انطاكيه الى ان سار اليه البرنس الدانشمند، فقتل دلك الشاب وجماعه كثيره من اصحابه بعين زربه.

وملك انطاكيه البرنس، واقام بها فى قوه واقتدار. ولقى الملك العادل نور الدين الشهيد على حصن الاكراد-فى شهر رجب سنه ثلث واربعين وخمس مايه-فكسره نور الدين، وقتله وجميع عساكره.

ثم ملك انطاكيه رجل من دريه (١٢) ميمون ايضا، واستمر بها الى ان اخد من السلطان صلاح الدين هدنه الى ثمانيه اشهر. ووصل البرنس الى خدمه السلطان صلاح الدين، وكان معه اربعه عشر نفر بارونيه. فاحسن اليهم السلطان، واعطاهم اقطاعات فى مناصفات انطاكيه اربعه عشر الف دينار، وكان الاجتماع والانفصال فى يوم واحد. ثم ملكها البرنس المعروف بالاشتر، ومن بعده ولده سرو. وبعده ملكها البرنس بيمند ابن (١٧) سرو ابن الاشتر، ومنه اخدها السلطان الملك الظاهر ركن الدنيا والدين بيبرس البندقدارى حسبما دكرناه، والله اعلم.


(٥) ادعا: ادّعى
(١٢) دريه: ذرّية
(١٧) ابن: بن