للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

باجان (١)، والتقا الجمعان. فانكسر ناكودر، ونجا بنفسه فى قريب من ثلثمايه فارس.

وانحاز بقيه عسكره الى عساكر ابغا، ودخلوا تحت الطاعه. واخد ناكودر نحو جبال الكرج مستعصما بها. وكان بتلك الجبال نبات مسموم، وهم لا يعرفونه، فرعته خيولهم، فهلكت حتى لم يبق معه غير اربعه عشر فرسا. فلما راى نفسه فى الهلاك، عاد قاصدا الى ابغا مستسلما له، فاقبل عليه وعفا عنه.

ولمّا سكن الخلف بينهم، قصد ابغا بلاد بابا سركيس ملك الكرج بمن معه من العساكر. واستولى على عدة قلاع كان قد تغلب عليها الكرج، واخدوها من الملك الاشرف موسى شاه ارمن ابن العادل الكبير بن ايوب، وهم (٨): قلعه بركرى، وقلعه مامروان (٩)، وقلعه اولنى. وكان بها بعض الكرج وطايفه من المسلمين. فلما اخدها ابغا اجلا (١٠) الكرج عنها، وابقى (١٢٧) بها المسلمين. ثم عاد الى الاردوا، وسفّر البرواناه الى بلاده.

فلمّا بلغ براق ما جرا (١٢) على ناكودر من ابغا، جمع وحشد وقصد تبشير اخو ابغا، وكسره واستاصل رجاله، ونهب حريمه. فبعث تبشير الى اخيه ابغا مستصرخا به من براق. فلما بلغ ابغا نفد بجميع جموعه وعساكره وحشوده-حسبما ياتى بقيه دكر دلك فى تاريخه انشاء الله تعالى.

وفيها رسم السلطان الملك الظاهر بازاله ساير المحرمات من الديار المصريه، ودلك فى تاسع جمادى الاخره. ونهبت الخانات التى كانت مشهوره بدلك، وطهر الديار المصريه من هدا المنكر. وكتب بدلك الى ساير الاعمال الاسلاميه، وحطّ المقررات عنهم. ثم عوّض الحاشيه عن جميع دلك.


(١) باجان: فى الأصل «باجان» --والتقا: والتقى
(٨) وهم: وهى
(٩) ما مروان: فى اليونينى ج‍ ٢ ص ٤١١ «مامرون» --اولنى: فى اليونينى «اولى»
(١٠) اجلا: اجلى--الاردوا: الأردو
(١٢) جرا: جرى--تبشير: كذا فى الأصل، والصحيح «تبشين»، انظر ما سبق ص ١١٥ وانظر أيضا، Spuler,Mongolen,S .٣٤٣ ومير خواند، روضة الصفا (ط. طهران ١٣٣٩ ش) ج‍ ٥ ص ٢٩٣؛ فى ابن تغرى بردى، النجوم، ج‍ ٧ ص ٢٢١ «تمشين» --اخو: أخا