للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلما التقا (١) الجمعان حملت ميسره التتار حملة واحدة وصدموا سنجقيه السلطان، وحملت منهم طايفه ووصلوا الى الميمنه. فلما رآهم السلطان كدلك اردفهم بنفسه، ولاحت منه التفاتة، فراى الميسرة وقد حملت عليها ميمنه التتار فكادت ان تتأخر.

فاشار لصاحب حماه بان يردف الميسره، فحمل فى عسكره، وحملت العساكر تتلوا (٤) بعضها بعضا، وقد فوضوا امرهم الى الله عزّ وجلّ بنيات صادقه، وقلوب على طلب الجهاد موافقه، فطحنوا التتار طحنا، وبدلوا فرحهم حزنا. فلما راى التتار لا ملجأ لهم من القتل والأسر، ولا منجا (٧) من القهر والقسر، نزلوا عن خيولهم وقاتلوا قتالا عظيما، فلم يغنى (٨) عنهم شيئا، وأنزل الله سكينته على المؤمنين، وخذل القوم الطغاة الكافرين، ففروا فرار الشاه من الديب (٩)، وكان على التتار يوم عسير عجيب (١٠)، فطلبوا روس الروابى والجبال خوفا من السيوف الحداد والقيود والحبال.

(١٧٨) واستشهد فى ذلك اليوم من الامراء شرف الدين قيران العلايى، وعز الدين اخو المحمدى، ومن المماليك السلطانيه سيف الدين قليج الجاشنكير، وعز الدين ايبك السقسينى (١٤).

واما من أسر من الامراء الروميين وكبرايها (١٥) فعده اثنى عشر نفر، وهم: مهذب الدين بن معين الدين البرواناه، وابن بنته ايضا، ونور الدين جبراييل ابن جاجا (١٦)، وقطب الدين محمود اخو مجد الدين اتابك، وسراج الدين اسمعيل ابن جاجا (١٧)، وسيف الدين سنقر شاه الزوباشى، ونصره الدين اخو صاحب سيواس، وكمال الدين اسمعيل (١٨)،


(١) التقا: التقى
(٤) تتلوا: تتلو
(٧) منجا: منجى
(٨) يغنى: يغن-- شيا: شئ--وأنزل. . . المؤمنين: قارن القرآن ٩:٢٦ و ٤٨:٢٦
(٩) الديب: الذئب
(١٠) يوم عسير عجيب: يوما عسيرا عجيبا
(١٤) السقسينى: السنقرى، م ف؛ وورد الاسم فى اليونينى ج‍ ٣ ص ١٧٧، وابن تغرى بردى ج‍ ٧ ص ١٦٩ «الشقيفى»
(١٥) وكبرايها: وكبرائهم--نفر: نفرا--مهدب: مهذب
(١٦) ابن جاجا: بن جاجا
(١٧) اسمعيل ابن جاجا: اسماعيل بن جاجا
(١٨) اسمعيل: اسماعيل