للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان اولاد قرمان التركمان قد رهنوا اخاهم الصغير بقيساريه. فلما ملكها السلطان، (١٨١) خرج اليه، فاحسن ملتقاه واقبل عليه، فطلب منه تواقيع وسناجق له ولا خوته، فانعم عليه بدلك. فتوجه الى اخوته، وكانوا مقيمين بجبل لارندا (٤) الى اوشاك الى السواحل.

ثم نزل السلطان بقيرلوا (٥). فورد عليه بها رسول من جهه البرواناه، ر صحبته رجل آخر يسمى ظهير الدين [الترجمان] (٦)، يستوقف السلطان عن الحركه، وما كانوا يعلمون أين يريد، غير أن الاخبار شايعه انه متوجها (٧) الى سيواس، حسبما دكرناه. فلما احاطت العلوم السلطانيه بالرساله، اجابه يقول: «ان معين الدين والامرا الدين كانت رسلهم وكتبهم ترد الينا، وحثونا على الدخول الى البلاد، شرطوا شروطا لم يقفوا عندها. والآن فقد عرفت الروم وطرقه. وما كان جلوسنا على التخت رغبه فيه الاّ لنعلمهم (١١) ان لا عايق لنا عن شئ نريده بحول الله وقوته. ويكفينا اخدنا أمّه، وابنه، وابن بنته، وما منحناه من النصر الوجيز، {وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} (١٣)».

ثم رحل السلطان، ونزل خان كيقباد. وبعث الامير علا الدين طيبرس الوزيرى بان يتوجه الى الرمّانه وصحبته عسكر. فقتل من كان بها من الارمن، وسباهم واحرقها؛ فانهم كانوا اخفوا جماعه من المغل. ثم رحل السلطان وجدّ فى سيره فى جبال واوديه وحوض انهار مجتهدا فيما يعود نفعه على الاسلام، حتى نزل ليله السبت السادس والعشرين من الشهر عند قرا حصار قريبا من بازار، وهو السوق الدى يجتمع فيه الناس من ساير الاقطار.


(٤) لارندا: فى الأصل «لارندان»، انظر اليونينى ج‍ ٣ ص ١٨٢، وابن تغرى بردى ج‍ ٧ ص ١٧٣ - -اوشاك: فى الأصل «اوشال»؛ وفى م ف «اومناك»، وفى اليونينى «ارمناك» ولعلّ الصيغة المثبتة هى الصحيحة
(٥) بقيرلوا: بقيرلو
(٦) أضيف ما بين الحاصرتين من اليونينى ج‍ ٣ ص ١٨٢
(٧) متوجها: متوجه
(١١) لنعلمهم: فى اليونينى «لنعلمكم» --ان: أنه--ويكفينا: مكرر فى الأصل
(١٣) القرآن ٢٢:٤٠