للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم رحل يوم السبت، فمرّ بالمعركه التى أعين فيها بالملايكة. فنظر الى اشلاء القتلاء، {كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ، فَهَلْ تَرى لَهُمْ مِنْ باقِيَةٍ} (٢)، فكشف عن عدتهم، فوجد قتلا (٣) المغل خاصه سته الاف (١٨٢) وسبع مايه [وسبعين] نفر [ا] مطرحين، قد عادوا عبره لمن اعتبر، خارجا عن من (٤) قتل من الروميين والكرج الملاعين مما يقارب عده المغل او يزيد.

ثم ساق حتى بلغ اقشا دربند، فقدم الخزاين والاثقال والدهليز امامه صحبة الامير بدر الدين الخزندار. وتأخر السلطان ساقة حتى عبر الجيش بكماله يوم الاحد. ودخل السلطان الدربند يوم الاثنين، وحصل للناس مشقه عظيمه من المضيق والاوعار.

ولما خلص منه نجيّا (٩)، عبر النهر الازرق، الدى يسمى كك صو، وبات فى قبه الجبل، ثم رحل فنزل قريبا [من] (١٠) كينوك، ثم رحل وسار [الى] يوم الثلثا سادس شهر دى الحجه، فنزل بمرج حارم. ثم استدعا (١١) بالعساكر، وانزلهم بتلك المروج، وقسم عليهم تلك الاراضى لرعى دوابهم، ودلك فى سابع ذى الحجه. واتاه هناك جماعه من التركمان المقيمين بالروم ومعهم خلق كثير، فاخلع عليهم، واحسن اليهم. واقام حتى قضى عيد الاضحى، ورحل طالبا لدمشق لما وصله ان ابغا عاد الى بلاده منهزما، فدخل دمشق سابع شهر المحرم سنه ست وسبعين وستماية.

وأمّا ما كان عن ابغا وخبره، فان البرواناه لما راى ما حل بالمغل من الويل، كتب الى ابغا يعرفه بدلك ويستصرخه، ويحثه على اللحوق بالسلطان قبل خروجه من البلاد. وكان قد حصّن اهله وامواله بدوقاق. فلما بلغه توجّه ابغا الى البلاد،


(٢) القرآن ٦٩:٧ - ٨
(٣) قتلا: قتلى--أضيف ما بين الحاصرتين من ابن عبد الظاهر، الروض الزاهر، ق ١٩٢ ب، تحقيق الخويطر ص ١٢٦٧، واليونينى ج‍ ٣ ص ١٨٣
(٤) عن من: عمن
(٩) خلص. . . نجيا: قارن القرآن ١٢:٨٠
(١٠) أضيف ما بين الحاصرتين من اليونينى ج‍ ٣ ص ١٨٣ - -أضيف ما بين الحاصرتين من م ف
(١١) استدعا: استدعى