للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واخر من اتباعه يسمى محمد بن بطيح، وخوّفهم ثم قال لهم: «اعترفوا على الشيخ بما صنع، وانا اصطنعكم واجعل لكم راتبا، وتكونوا (٢) انتم اصحاب هده الزوايا، لا يغيّر عليكم فيها مغيّر». فدكروا عنه اشيا قباح (٣) تسدّ المسامع، واشهدوا عليهم فى محاضر بعدّه من العدول مثبوته على قاضى دمشق.

وكاتب النايب بالشام فى دلك للسلطان، فسير طلب هولاء المدكورين على البريد، وعقد لهم مجلسا (٦) بين يدى السلطان. واحضر الشيخ خضر، وقالوا له:

«هولاء نوابك، ايش تقول فيهم». فقال «مهما قالوه عنّى صحيح». فقابلوه على اشيا كثيره قبيحه مثل اللواط والزنا. ومن جمله دلك: كان (١٩٩) قد نفّد صاحب اليمن للسلطان هديه، فى جملتها كرّ يمنى ما رئ (٩) مثله، فاخده الشيخ خضر من السلطان، ثم انه دفعه لبعض ملاح القاهره. فقابلوه ايضا على دلك، وربما احضروا التى أخدت دلك الكرّ، واحضرته، واعترفت على الشيخ بالزناء. فلما تبث (١١) دلك عليه، وتحققه السلطان أمر بالحوطه عليه، واطلق اصحابه، وعادوا الى دمشق. واجتمع عند السلطان جماعه من الامراء، منهم الامير فارس الدين اتابك، والامير سيف الدين قلاوون، وقشتمر العجمى، وبيسرى، والامير بدر الدين الخزندار. فشاورهم السلطان فى امره فقال اتابك: «هدا مطلع على اسرار الدوله وبواطن احوالها، ولا يجب ابقاه (١٦) فى الوجود». ووافقوه الحاضرين على دلك.

فلما تعين للشيخ خضر الموت قال: «يا بيبرس، انا اعلم ان اجلى (١٧) قد قرب وايضا اجلك، وبينى وبينك مده يسيره، ايام لا اشهر ولا اعوام. من مات منا قبل صاحبه، لحقه الاخر عن قريب. فافهم هدا، ولا تعجل على دهاب نفسك». فلما سمع السلطان دلك منه وجم، ولم يردّ جواب (٢٠)، وقال للامرا: «ما ترون فى امره؟».


(٢) وتكونوا: وتكونون
(٣) قباح: قباحا
(٦) مجلسا: مجلس
(٩) رئ: رئى
(١١) تبث: ثبت
(١٦) ابقاه: ابقاؤه--ووافقوه الحاضرين: ووافقه الحاضرون
(١٧) اجلى: فى الأصل «أجله» والصيغة المثبتة هى الصحيحة من م ف
(٢٠) جواب: جوابا