للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فى كل منهم (١) زاويه وفقرا ومريدين ونواب. وكان يتصرف فى جميع مملكه السلطان الملك الظاهر تصرّف الحكام، وكتبه ممثّله لا تردّ فى ساير الممالك الاسلاميه الداخله فى سلطان الملك الظاهر.

ثم انه هدم بدمشق كنيسه اليهود وبناها زاويه. وهدم بالقدس كنيسه النصارا، تعرف بالمصلبه، وكانت عظيمه عند النصارا (٥)، وقتل قسيسها بيده، وعملها زاويه له. وكدلك (١٩٨) باسكندريه هدم كنيسه الروم، كانت كرسيا من كراسيهم، يعتقدون (٧) فيها البتركيه، ويزعمون ان راس يحيى بن زكريا-عليهما السلام-مدفونا (٨) بها، فصيرها مسجدا وسماها المدرسه الخضراء.

وكان له فى كل مدينه زاويه، وله بها نايبا (٩). وكانوا جميعهم على غير الطريق الحميده، يقطعون الطريق، ويحمون المفسدين، وياخدون المصانعات، ويرتكبون الفواحش، ويفسدون فى نساء العالم (١١) واولادهم لهم وللشيخ خضر. ولم يزل دلك فعلهم القبيح حتى مسك.

وسبب مسكه انه كان تسلط على الامير بدر الدين الخزندار، وعلى الصاحب بها الدين بن حنا تسليطا عظيما حتى لا عادت لهم (١٤) معه يد تبسط. وكان السلطان قد اطلق له شيا، فتوقف فيه الخزندار. فقال له بحضره السلطان: «كانك تشفق على السلطان واولاده مثلما فعل قطز باولاد استاده الملك المعز». فخافه الخزندار، وكدلك الصاحب بها الدين. فاتفقا عليه مع الامير عز الدين ملك الامراء بدمشق، فانه طلب نواب الشيخ خضر الدين بالشام؛ وهم الشيخ اسماعيل، والشيخ مظفر،


(١) منهم: منها--ومريدين: ومريدون
(٥) النصارا: النصارى--المصلبه: فى الأصل وفى ابن الفرات ج‍ ٧ ص ١٠٣ «المصليه»، والصيغة الصحيحة المثبتة من م ف واليونينى ج‍ ٣ ص ٢٦٧
(٧) يعتقدون: يعقدون، م ف--البتركيه: البطركية، م ف
(٨) مدفونا: مدفون
(٩) نايبا: نائب
(١١) العالم: الناس، م ف
(١٤) لهم: لهما