للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الالفى الصالحى على تخت الملك بالقلعه المحروسه بالديار المصريه. ووصلت البشاير الى ساير الممالك الاسلاميه. وساق بعض مماليكه على البريد من مصر الى دمشق فى يومين وسبع ساعات، وهدا لم يعهد من قبله. فعند دلك دقت البشاير، واستبشر البادى والحاضر، واستقامت الامور بعد الاعوجاج، واستقرت النفوس بعد الانزعاج، وسكنت الاحوال بعد الارتجاج، وعادت امور الاسلام الى الصلاح، ونادى مناديهم: حى على الفلاح. وزالت الاراجيف، واتضع السخيف، وارتفع الشريف. وعدل فى الرعيه، وعادت ارباب البيوت حقوقهم مرعيه.

واطمأنت النفوس، وزالت العكوس، وقطع المكوس، واطلق الحبوس.

ونفّس عن المكروب، وعزم كل جان على الهروب. ونظر فى مصالح الجيوش، ورعت فى ايامه المواشى مع الوحوش. وبدا للاسلام من اول ايامه (٢٠٧) السعود، ومات الظلم رغم أنف الحسود. فيا لها من أيّام، قرّت فيها عيون الانام، بتاييد ملة الاسلام، بحامى حوزة امة النبى عليه السلام، الأسد الهصور، مولانا وسيدنا السلطان الملك المنصور.

فلما كان يوم الجمعه [ثانى شعبان] (١٤) قرئ الكتاب الوارد على الامير شمس الدين سنقر الاشقر بملك مولانا السلطان ما هدا نسخته:

«ولا زالت أيامه بمحيّاها (١٦) تهنأ، وترى من النصر ما كانت تتمنا، ويتأمل آثارها فتملأها حسنا، وتشاهد من أماير الظفر ما يوسع على العباد أمنا، ويستزيد الحمد على ما وهب من الملك الذى أولى كلاّ منّا منّا المملوك يهدى من لطيف ثنايه (١٩)، ووضايف دعايه، وما استقرت من عوارف الله لديه، وما حبا به من النعم


(١٤) أضيف ما بين الحاصرتين من اليونينى ج‍ ٤ ص ٨
(١٦) بمحياها: كذا فى الأصل، فى ابن الفرات ج‍ ٧ ص ١٥٣ «بمحابها» --تتمنا: تتمنى
(١٩) ثنايه: فى ابن الفرات ج‍ ٧ ص ١٥٣، واليونينى ج‍ ٤ ص ٩ «أنبائه» --ووضايف: ووظائف