للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وحجّة نبلغ بها غاية المراد، فلينظر (١) إلى ما ظهر من أمرنا، ممّا اشتهر خبره، وعمّ أثر.

فإننا ابتدأنا-بتوفيق الله تعالى-بإعلاء أعلام الدين وإظهاره فى إيراد كلّ أمر، وإصداره، وإقامة نواميس الشرع المحمّدى على مقتضى [قانون] (٤) العدل الأحمدى، إجلالا وتعظيما، وتبجيلا وتكريما. وأدخلنا السرور على قلوب الجمهور، وعفونا عن كلّ من اجترح سيئة أو اقترف، قابلناه بالصفح وقلنا: عفا الله عما سلف.

وتقدمنا بإصلاح أمور أوقاف المسلمين من المساجد والمشاهد والمدارس وعمارة بقاع البرّ والربط الدوارس، وإيصال حاصلها بموجب عوايدها القديمة على القاعدة المستقيمة لمستحقّها بشروط واقفها (٢٢٥) بعد إصلاح تالفها. ومنعنا أن يلتمس شئ مما استحدث عليها، ولا يغيّر (١٠) شئ مما قرّر أولا فيها، وأسند إليها.

وأمرنا بتعظيم أمر الحاجّ، وتأمين سبلها فى ساير الفجاج، وتجهيز وفدها وإطلاق سبلها، وتسيير قوافلها، وتسهيل فعلها. وأطلقنا أيضا سبيل التجار، الذين هم عمارة ساير الأمصار، وكذلك المتردّدين إلى البلاد ليسافروا بحسب اختيارهم تطمينا للعباد، آمنين على أنفسهم من حوادث الفساد. وحرّمنا على العساكر والقراول والشحانى فى الأطراف التعرّض بهم فى مصادرهم ومواردهم، وأن يمشون (١٥) حيث شاؤا (١٦) على أحسن ما كانت عادتهم من قواعدهم.

وقد كان صادف قراول لنا جاسوسا فى زىّ الفقر (١٧). كان سبيل مثله أن يهلك، إذ سعا (١٨) إلى حتفه قدمه، فلم نهرق دمه، تحرمة مّا حرّم الله تعالى. ولا يخفى عنهم


(١) فلينظر: فلينظروا، م ف
(٤) أضيف ما بين الحاصرتين من م ف وابن عبد الظاهر
(١٠) ولا يغير: وان لا يغير، م ف
(١٥) يمشون: يمشوا
(١٦) شاؤا: شاؤوا
(١٧) الفقر: الفقير، م ف
(١٨) سعا: سعى--تحرمة: كذا فى الأصل وم ف؛ فى ابن عبد الظاهر ص ٩ «لحرمة»