للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان الملك احمد اغا كثير التغفل، قليل التدبير. فدخلوا (١) عليه الخواتين وقالوا:

«كيف تقتل (٢٣٥) ابن اخوك (٢)، وتنقص عظمك؟». ولم يزالوا به حتى تركه وسلمه الى امير كبير من المغل، امير تومان، يسمى قرونه مترسما عليه. فعاد ارغون يؤانس دلك الامير ويستميله. فلما علم انه مال اليه قال له: «هدا عمى احمد اغا قد اسلم، وغيّر ما اسسه (٥) جكزخان، وقد ارسل الى المسلمين يصالحهم. وان ثم هدا عملوا عليه المسلمين (٦) حتى ما يخلى احد من المغل. وقد سير خلف الاكراد، ويريد يقطع لهم البلاد جميعها. وهو يريد ان يفنى عظم هلاوون والقان الكبير».

وما زال يداهنه، حتى صغا (٨) اليه وقال: «ان انا اطلقتك واجلستك على التخت، ايش تجعلنى؟» قال [أرغون]: «تكون انت الحاكم فى جميع المملكه، واكون انا بحكمك».

فلما كان فى بعض الليالى اجتمع قرونه بجماعه من المغل الكبار الدين هم مشوشين (١٢) على احمد اغا، ولم يكونوا دخلوا فى دين الاسلام. ودكر لهم ما قاله ارغون له، فقالوا له: «جميع ما قاله ارغون صحيح، وأنت ان قمت معه كنا جميعنا معك». فتواعدوا الى الليله الثانيه، وقاموا فى الليل على عسكر احمد اغا واصحابه، فانهزموا منهم، ولم يعلموا ما الخبر. ثم انهم دخلوا على احمد اغا، فاخدوه من تخته، وقصفوا ظهره، وارموه على الطريق، واجلسوا ارغون عوضه من ساعته. واصبح الصباح، وجميع العساكر متفرقه مشتته. وعاد كل من سارع ودخل فى طاعه ارغون ابقوه، ومن خالفه قتلوه. واستقر الملك لارغون، وتوفى احمد اغا.


(١) فدخلوا: فدخلت--وقالوا: وقلن
(٢) اخوك: أخيك--يزالوا: يزلن
(٥) ما اسسه: فى الجزرى، حوادث الزمان، مخطوطة جوتا ١٥٦١، ق ١٩ آ Haarmann,Quellenstudien) ص ٣٦:٢)، وابن الفرات ج‍ ٨ ص ٣ «ياسة» -- ثم: تم
(٦) عملوا عليه المسلمين: عمل عليه المسلمون--احد: أحدا
(٨) صغا: أصغى
(١٢) مشوشين: مشوشون