للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واما ما كان من السلطان الملك المنصور، فانه لما استقر بقلعه دمشق استحضر الشيخ عبد الرحمن فى الليل. وقد البس الف (٢) وخمس مايه مملوك اقبيه حمر بكلاوت زركش وحوايص دهب، واوقد الف (٣) وخمس مايه شمعه. واحضر الشيخ عبد الرحمن، ورفيقه الامير [صمداغو] (٤)، وابن التيتى، وسمع رسالتهم، (٢٣٦) واعادهم الى مكانهم. ثم احضرهم مره اخرا (٥) وسمع كلامهم وردهم، ثم احضرهم ثالثه. فلما استوعب جميع كلامهم قال لهم بعد دلك: «ان صاحبكم قتل، وجلس مكانه ارغون بن ابغا». وكانوا انزلوهم فى دار رضوان بالقلعه، فنقلوهم الى بعض دور القلعه، وقللوا عنهم الراتب، وتركوا لهم ما يكفيهم. وقالوا لهم:

«مهما كان معكم من اموال احمد اغا اعطونا»، فلم يعترفوا بشئ. فسير لهم شمس الدين سنقر الاعسر، وهو يوميد استادار، وقال: «قد رسم السلطان ان ينقلكم الى مكان اخر، فعزّلوا حوايجكم». فلما جمعوا حوايجهم، فتشوهم واخدوا منهم جمله كبيره. واخدوا من يد الشيخ عبد الرحمن سبحه لولو عده خمس مايه، قوّمت بجمله كبيره. واستقروا بعد دلك بالدار المدكوره.

وفيها كان السيل بدمشق فى شهر شعبان المكرم، ودخل الى دمشق، واخرب شى كثير (١٥)، نظير دلك السيل المقدم دكره فى سنه تسع وستين وستمايه.

وفيها عاد السلطان الى الديار المصريه.

وفيها توفى الملك المنصور صاحب حماه. وهو الملك المنصور ناصر الدين محمد ابن الملك المظفر تقى الدين محمود بن الملك المنصور صاحب المناقب، والفاضل المقدم دكره ناصر الدين محمد بن تقى الدين عمر بن شاهنشاه ابن (١٩) ايوب ابن شادى ابن مروان


(٢) الف: ألفا--حمر: حمرا
(٣) الف: ألفا
(٤) أضيف ما بين الحاصرتين من تاريخ ابن الفرات ج‍ ٨ ص ٦
(٥) اخرا: أخرى
(١٥) شى كثير: شيئا كثيرا
(١٩) ابن: بن