للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حسام الدين لاجين ملك الامرا بدمشق-وكان العلايى مجرد (١) على حمص، وصحبته من عسكر دمشق الفى (٢) فارس-يتضمن ما هدا نسخته:

«بسم الله الرحمن الرحيم. يقبل الارض وينهى انه، لما كان بتاريخ يوم الخميس رابع عشر صفر سنه خمس وثمانين وستمايه وقت العصر، حصل بالغسولة الى جهه عيون القصب غمامه سودا شديده السواد، وارعدت رعدا كثيرا زايدا. ثم ظهر من تلك الغمامه السوداء شبه دخان اسود متصل بعنان السماء الى الارض (٦)، ثم تصور من دلك صوره حيّه أصله فى مقدار العمد (٧) الكبير الدى لا تحظنه الجماعه من الناس، وهى متصله بعنان السماء تلعب بدنبها (٨)، فيتصل بالارض. تحمل الحجاره الكبار المقادير، وترفعها فى الهوى (٩) كرمية السهم النشاب وازيد. وعند وقع الحجاره يلاطم بعضها ببعض، يسمع لها صوتا (١٠) هايلا من المكان البعيد.

ولم يزل دلك مستمرا حتى اتصلت بطرف العسكر المنصور. وما صادفت شئ (١١) إلاّ رفعته فى الهوى (١٢)، وحدفته (٢٤٧) فى الجوء كرميه النشاب. واخدت شئ كثير من العدد مثل الجواشن، والسيوف، والتراكيش، والشاشات بكلاوتها، والاصطال (١٤) النحاس وغير دلك. وعاد جميع دلك طايرا فى الهوى كالعصافير الطايره.

ومن جمله دلك انه [كان] (١٥) فى اصطبل المملوك خرج أديم ملا تطابيق نعال ومسامير بيطاريه حملته وحدفته كرميه النشاب. ومن جمله ما رفعت عده من الجمال قدر رمح واكثر، وحملت جماعه من الجند والغلمان. وتلف شئ كثير من العدد طحن طحنا.


(١) مجرد: مجرّدا
(٢) الفى: ألفا
(٦) متصل بعنان السماء الى الأرض: فى الجزرى، مخطوطة جوتا ١٥٦٠، ق ٥٥ ب «من السماء متصل بالأرض»
(٧) العمد: العمود--تحظنها: يحضنها
(٨) بدنبها: بذنبها
(٩) الهوى: الهواء
(١٠) صوتا هايلا: صوت هائل
(١١) شئ: شيئا
(١٢) الهوى: الهواء--الجوء: الجو--شئ كثير: شيئا كثيرا
(١٤) والاصطال: والاسطال--الهوى: الهواء
(١٥) أضيف ما بين الحاصرتين من الجزرى، ق ٥٥ ب--ملا: انظر Dozy--ll ٩٠٦ a