للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وجاهم (١) الموت من كل مكان. أشرفنا عليهم من الأسوار، وأحطنا بهم كما يحيط بالزند السوار، فولّوا [من] (٢) بين أيدينا منهزمين، وأصبحوا على ما فعلوا نادمين. فكل منهم يرى طريحا او أسيرا، لما دمّرناهم وديارهم تدميرا.

وأما الديويد فما منعهم طارقة ولا جنويّة، وأما الاسبتار فأفناهم سيفنا البتّار، وأما الزنادقة البنادقة، ألقوا بأنفسهم فى البحر لمّا رأو (٥) حملاتنا الصادقة. وأنت، أيّها الملك، إذ لم تعتبر بعكا لأنكيناك على أقصى وجودك، وأعدمناك بعد وجودك، وتندم ندامة أهل عكا حيث لا نفعهم الندم، وتصبح بعد الوجود فى العدم. فتحمل القطيعتين الأولة (٨) والثانية، وتحضر بنفسك إلى أبوابنا العالية، وإن خالفت وأطعت إبليس لنطيلنّ حزنك على بلاد سيس، ويكون رأيك على نفسك وبيس (٩). فكل منكم يقل (١٠): لم يبق بعد عكا إلا أنا، فانجو بنفسك قبل ان تقع فى الويل والعناء، وافهم هذا الكلام والسلام».

ومما وجد مكتوبا على ابواب كنايس عكا شعرا <من الكامل>:

جمع (١٣) ... الكنايس إن [تكن] عبثت بكم

أيدى الحوادث أو تغيّر حال

(٢٨٣) فلطال ما سجدت على أبوابكم ... شمّ الأنوف جحاجح الأبطال (١٤)

صبرا على هذا المصاب فإنّه ... يوم بيوم والحروب سجال

وفيها توفى سلامش ابن (١٦) السلطان الشهيد الملك الظاهر بمدينه اصطنبول.


(١) وجاهم: وجاءهم--الموت: المنون، ز ت--بالزند: اليد، ز ت
(٢) أضيف ما بين الحاصرتين من ز ت
(٥) رأو: رأوا
(٨) الأولة: الأولى
(٩) وبيس: وبئس
(١٠) يقل: يقول--فانجو: فانج
(١٣) جمع: كذا فى الأصل وفى ز ت؛ بينما فى المقريزى، السلوك، ج‍ ١ ص ٧٦٧ «أدمى» --أضيف ما بين الحاصرتين من ز ت والمقريزى
(١٤) الأبطال: كذا فى الأصل، بينما فى ز ت والمقريزى «أبطال»
(١٦) ابن: بن