للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

التى هى [على] (١) من كفر بالله ورسوله دعوة نوح، ويهدى من البشاير ما يتشرف به أعطاف المنابر سرورا، (٢٨٨) وينقطر (٢) بذكره أفواه المحابر حبورا، وترشف الأسماع موارد وارده فتستحيل فى قلوب الأعداء نارا، وفى قلوب (٣) الأولياء نورا، ويبادر مساهمة الحاضر فى استماعه كل ناد فينقلب إلى أهله مسرورا.

وينهى أنّه أصدرها والنصر قد خفقت بنوده، وصدقت وعوده، وسار بمخلقات البشاير فى كلّ قطر بريده. والأعلام الشريفة السلطانية قد امتطت من قلعة الروم صهوة لم تذلّ لراكب، وحلّت من قبّتها وقلبها (٧) بين الذروة والغارب، وأراقت من أسنّتها (٨) من دماهم (٨_) ما ترك الفرات لا تحلّ لشارب. ومدّ الإيمان بها أطنابه، وأعجلت السيوف المنصورة للشرك أن يضمّ للرحلة ثيابه (٩). واستقرّت بها قدم الإسلام ثابتة [إلى] الأبد، بأرجايها بسيوف أهل الحمية (١٠)، حتّى رقّ أهل السبت لأهل الأحد، فأذهب الله عنها رسوم التثليث حتّى كاد حكم الثلاثة أن يسقط من العدد، وتبرّأ منهم من كان يمدّهم بإمداده حتّى الفراة (١٢) بمجاورتهم أودّت النقص خوفا أن يطلق على زيادتها اسم المدد. ونطق بها الأذان، فخرس الجرص (١٣)، وعلت بها كلمة الإيمان، فأصبحت لها بعد الابتدال آية الحرس، وأسمعت دعوة الحقّ ما حولها من الجبال فسمعت وهى صمّ، ولبّت الداعى بلسان الصدى الناطق عن شوامخها الشمّ.


(١) أضيف ما بين الحاصرتين من الجزرى والنويرى وابن الفرات وز ت
(٢) وينقطر: وينقطر؛ فى الجزرى والنويرى وابن الفرات «يتعطر» --وترشف: فى الجزرى «وترتشف»
(٣) قلوب: فى المتن «القلوب»، والكلمة مصححة بخط ابن الدوادارى بالهامش
(٧) وقلبها: فى الجزرى والنويرى وابن الفرات وز ت «وقلتها»
(٨) من أسنتها: فى الجزرى والنويرى وابن الفرات وز ت «أسنتها»
(٨_) دماهم: دمائهم
(٩) ثيابه: فى الجزرى والنويرى وابن الفرات وز ت «أثوابه» --أضيف ما بين الحاصرتين من الجزرى والنويرى وابن الفرات وز ت
(١٠) بأرجايها بسيوف أهل الحمية: فى الجزرى ص ١١٣ «وسطت بارجايها سيوف اهل الجمعة»، وفى النويرى وز ت «وقتلت بأرجائها سيوف اهل الجمعة»
(١٢) الفراة: الفرات--بمجاورتهم: فى الجزرى والنويرى وابن الفرات وز ت «لمجاورتهم» -- أودّت: كذا فى الأصل؛ بينما فى الجزرى والنويرى وابن الفرات وز وت «ودّت»
(١٣) الجرص: الجرس