للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كان فى بهسنا نايبا (١) يقال له سيف [الدين] العقرب، فاباعها لصاحب سيس بمايه الف درهم، فاعطاه ستين الف (٢) وتسلم القلعه، ومنعه الباقى. واستمرت فى ايدى الارمن الى هدا التاريخ. وكان على المسلمين منها ضرر كبير. فلما كان فى السنه الخاليه وفتح السلطان قلعه الروم، واخد خليفه الارمن-حسبما دكرنا-حصل لصاحب سيس خوف كثير، واختشى على بلاده، فلم يمكنه الاّ المصانعه عن نفسه وبلاده. فان (٦) كان وقع فى انفس العالم من السلطان الملك الاشرف هيبه عظيمه، نسبه الملك الظاهر واعظم. ثم ان صاحب سيس ضاعف ايضا الجزيه والحمل، وكثّر فى الهدايا والتحف من كل شى. ثم ان السلطان سير صحبه رسل سيس سيف الدين طوغان والى برّ دمشق بسبب تسليم القلاع المدكوره.

واقام السلطان فى دمشق الى مستهل شهر رجب، ثم توجه الى حمص باكابر الجيش، ثم الى سلميّه، مظهرا ان يقصد الصيد. ثم اضاف الامير حسام الدين مهنا بن عيسى، امير العربان ملك طىّ. وكان، لما اضافه، راى من احواله ما ينافر العقل من الخول والأنعام ما لا يقع عليه حصر، فاستعظم دلك وهاله. فلما انقضت الضيافه قال لمهنا والملوك من اقاربه: «انا قد اكلت ضيافتكم، ولا بد ان تاكلون (١٤) ضيافتى»، فامتثلوا دلك. فلما كان فى اثناء الطريق، قبض عليهم. فلما كان بكره يوم الاحد سابع شهر رجب وصل الامير حسام الدين لاجين الى دمشق، وصحبته (٢٩٩) الامير حسام الدين مهنا ابن (١٧) عيسى، وجماعه من اقاربه تحت الحوطه.

وولى السلطان مكانه محمد بن ابى بكر [بن على] (١٨) بن حديثه. واعتقل مهنّا بقلعه دمشق.


(١) نايبا: نائب--أضيف ما بين الحاصرتين من م ف وز ت
(٢) ستين الف: ستين ألفا
(٦) فان: فإنه
(١٤) تاكلون: تأكلوا
(١٧) ابن: بن
(١٨) أضيف ما بين الحاصرتين من م ف وز ت وتاريخ الجزرى، مخطوطة جوتا ١٥٦٠، ق ٨٤ آ--حديثه: كذا فى الأصل وم ف وز ت والمقريزى، السلوك، ج‍ ١ ص ٧٨٤؛ بينما ورد الاسم فى الجزرى وفى النويرى، نهاية الأرب، ج‍ ٢٩ ص ٧١، وابن الفرات ج‍ ٨ ص ١٥٦ «حذيفة»