للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها توفى الامير علم الدين سنجر الحلبى، وكان السلطان قبل دلك قد اعاد عليه امرته بعد قطعه حسبما تقدم.

وفيها مسك الامير عز الدين الافرم بعد عودته من خراب الشوبك. ولما افرج قبل دلك عن الامير حسام الدين لاجين بشفاعه بيدرا، سلمه له وقال: «يكون هدا من جملة مماليك يمشى فى خدمتك».

وقفت على نسخة وصيه السلطان الشهيد الملك المنصور-نوّر الله ضريحه- لولده الملك الاشرف رحمه الله، فكان من جمله فصولها يقول: «واذا اردت ان تفعل أمرا فاستشر الامير شمس الدين الحاج سنقر المسّاح، فانا اعرفه رجلا جيدا عاقلا ديّنا، واذا اشار بشى، ارجع اليه فيه. واحترز من لاجين الاشقر، ولا تغضبه، وإن أغضبته لا تبقيه (١٠)». قلت: قلوب الملوك حساسه بوقايع الزمان وحوادث الايام، فلدلك ملكهم الله رقاب الآنام. ينظرون الى حوادث الدهر من خلف ستر رقيق، ويلاقونه بتدبير السداد والتوفيق. فادا حتم الامر المقدور، بطل حدر المحدور (١٢)، حتى تنفد فيه تصاريف الامور.

وفيها سير الامير عز الدين ايبك الخزندار الى الساحل نايبا عوضا عن الامير سيف الدين طغريل اليوغانى (١٥).


(١٠) تبقيه: تبقه
(١٢) حدر المحدور: حذر المحذور
(١٥) اليوغانى: فى ز ت «الويغانى»، بينما فى الجزرى، مخطوطة ١٥٦٠، ق ٨٥ آ، وفى المقريزى، السلوك، ج‍ ١ ص ٧٨٢ «الإيغانى»