للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(٣٠٠) والدى اخربه السلطان الشهيد الملك الاشرف من الاماكن، شى كثير فى قلعتى مصر والشام، وكدلك بظاهر دمشق من الميدان الى تحت القلعه. وكان على يده خراب الساحل بكماله. وتعطلت البلاد من الاصناف التى كانت تحمل فى البحر.

حكى الامير جمال الدين اقوش الرومى المعروف بهيطليه لوالدى-رحمهما الله- وانا اسمع، قال: حدثنى الامير عز الدين الافرم، لما رجع من هدم الشوبك، انه وجد بها من جمله ما نقلوه من قلعتها اربعين الف ختمه شريفه بخطوط منسوبه مدهبه، وربعات كثيره كدلك، وكتب (٨) عظيمه مدخره من عهد بنى ايوب، وزردخاناه عظيمه القدر. ووجد فى جمله دلك سيف عرضه شبر واربعه اصابع مفتحه، طوله اربعه ادرع، يقال انه سيف خالد بن الوليد رضى الله عنه. وقيل بل صمصامه عمرو ابن معدى كرب الزبيدى، التى تقدم دكرها فى هدا التاريخ عند دكر قتل الخليفه جعفر المتوكل العباسى؛ فى الجزء المختص بدكر بنى العباس.

وفيها كان الختان الشريف الناصرى. وعمل السلطان الشهيد الملك الاشرف مهما عظيما ما راى الناس مثله. ولعب القبق عند قبّه النصر، ولبس الجيش جميعه احمر حتى الغلمان. وكان مهما ما شهد مثله من قبله. وكان الختان المبارك يوم الاثنين الثانى والعشرين من شهر دى الحجه. واخلع السلطان على ساير الامرا والمقدمين واعيان الجيش من المفارده وغيرهم. ونفق فى هدا المهمّ ما لا يحصى كثره من الاموال. ولم تبرح ساير احوال مولانا السّلطان الاعظم الملك الناصر سعيده الحركات، كبيره النعم والبركات، من حال سن الطفوليه الى سن الفحوليه، متصله بالسعد والتوفيق والنصر على الاعدا على طول المدا (٢٠)، ليس لدلك وقت ولا انتها، (٣٠١) انشا الله تعالى.


(٨) وكتب: وكتبا
(٢٠) المدا: المدى