للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلم يصلوا اليه. واما الحسام استادار، فانه بلغه دلك فى تلك الساعه، فخرج من فوره يعدوا (٢)، وهجم على اللقمانى فمسك ادياله، واستجار به، فاجاره ومنع عنه وقال: «هدا رجل غريب منا، ولا يحل لنا قتله بلا ذنب صدر منه». واما بيسرى فانه سيب منزله وهرب. فهجموا بيته، وهتكوا حريمه، وجرا (٤) فى بيته كل شى ردى، ونهبوا ماله، ولم يقعوا به لأجله. (٣١٠) فلم يظفروا تلك الليله باحد من الامرا المدكورين.

فلما كان من الغد، خرج الامرا الى سوق الخيل كجارى العاده. وفتح باب القلعه، ونزل الامرا بالقلعه. وقعد الشجاعى والحسام استادار بباب القلعه، وقال الشجاعى للبرجيه: «ان كنتم ما قدرتم عليه فى الليل، فاقضوا شغلكم (٩) فى النهار». واتقن الامر معهم على قتل الامرا فى سوق الخيل هدا. والامرا ايضا ما ركبوا الا معتدّين بساير مماليكهم ومن يعتقدون عليه. فعندما استقر بالقوم الوقوف، حملوا (١١) البرجيه على كتبغا وبيسرى وارادوا (١٢) قتلهما. فقتل فى تلك الساعه البندقدارى، وكان حاميتهم وأشرهم. وخرج كتبغا وبيسرى سوقا، وطلبوا (١٣) قبة النصر. ودارت النقبا والحجاب على الجيش من الامرا والمقدمين والجند، فخرجوا كالجراد المنتشر، ثم احاطوا بالقلعه كالبياض بسواد العين.

ووقف بكتوت العلايى فى جماعه من الامرا محاصرين للقلعه من جهه سوق الخيل، ويعقوبا وجماعه من الامرا من جهه باب القرافه. وجدّوا فى الحصار، وقطعوا الماء عن القلعه، ومنعوا من يطلع ومن ينزل. واقام الحال على دلك يومين وليلتين، ثم اتفق الحال بينهم ان يكون كتبغا نايبا بحاله، والشجاعى وزيرا كعادته.


(٢) يعدوا: يعدو
(٤) وجرا: وجرى--ردى: ردئ
(٩) شغلكم فى الأصل «شغلهم»
(١١) حملوا: حمل
(١٢) وارادوا: فى الأصل «واردوا»
(١٣) وطلبوا: وطلبا