للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فى مثلها، هدا إن حملونى على الصدق فى دلك، والاّ يظنوا (١) انها مكيده من اخيهم.

والمويّد فى الاعتقال، والمصلحه ان نخرجه ونوليه الملك قبل ان يشيع الخبر، ويعلموا (٢) الزيديه فيثوروا علينا، فنتعب بهم ونحن بغير ملك». فقالوا: «كيف نولى عدونا علينا؟» فقال: «انا احلّفه لكم، وضمانه علىّ بكل ما تريدون منه». فوافقوه على دلك. ثم انه اجتمع بالشمسيه عمّه الاشرف والمويّد، وهى المشار اليها من زمان اخيها المظفر، فوافقت ايضا على دلك. فاتى النايب من ساعته الى باب الجب، وطلب طلوع المويّد اليه، وقال: «تطلع تحلف لنا وتعطينا الأمان لجميع الحاشيه». فخاف المويّد وقال: «انما تريدوا (٨) قتلى». فحلف له النايب على دلك، فطلع واعتنقه النايب، وقبل يده، واستحلفه لجميع الحاشيه ولساير حاشيه اخيه الاشرف. ودخل الى الدار التى فيها المظفر، فوجده ميتا وقد انتفخ. فامر بتغسيله وتكفينه.

فلما كان وقت السحر زفّت حراس القلعه على جارى عادتهم، وصبحوا للملك المويّد ورحّموا على المظفر، فسمعوا (١٢) الناس، فضجوا بالبكا، وكانوا يحبونه. وفى دلك اليوم حضر الوزير والامرا وحلفوا للمويّد. وسيروا نسخه اليمين الى ساير ممالك اليمن والحصون. (٣١٥) واستقر الملك المويّد هزبر الدين، وحسن حاله وسيرته، وكان يحب اهل الفضيله. وله ثلاث (١٥) اولاد، وهم: الملك المظفر قطب الدين عيسى، وضرغام الدين محمد، والملك المسعود اسد الاسلام. وهدا ملخص حديثهم. ووجدت فى مسوداتى ان وفاه الملك المظفر صاحب اليمن فى سنه ست وتسعين والله اعلم.

وفيها عزل الحموى عن نيابه دمشق، واستناب العادل بها مملوكه أغرلوا (١٩).


(١) يظنوا: يظنون
(٢) ويعلموا: ويعلم
(٨) تريدوا: تريدون
(١٢) فسمعوا: فسمع
(١٥) ثلاث: ثلاثة
(١٩) أغرلوا: أغزلو.