للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها توفى جمال الدين بن مصعب-رحمه الله-بدمشق. وكان له اقطاعا (١)، وهو لابس بالفقيرى. وكان ضريفا (٢) لطيفا فاضلا شاعرا. فمن شعره، يتشوق الى دمشق وقد اتى الى مصر، من قصيده طويله يقول <من الطويل>:

دمشق سقاها من دموعى سحايب ... وحيّا رباها مدمع لى ساكب

ولا برحت أيدى النسيم عواطف ... غصون لأعطاف الحبيب المناسب

فحيث تمدّ (٦) ... الظلّ فاضل برده

على الغوطة الفيحا وتصفوا المشارب

فيا حبّذا واد [ى] المقاسم واديا ... لقد جمّعت فى جانبيه العجايب

ترى السبعة الأنهار فيه جواريا ... فهذا لهذا صاحب ومجانب

يجرّ على ثورا يزيد، وينثنى ... إلى بردا (٩) من نهر باناس جانب

وفى النيرب الممعور روض بنفسج ... به عطّرت تلك الربا (١٠) والربايب

كذا المزّة الخضرا وطيب نسيمها ... يزيّن مسراها الطلا والكواعب

وجسر بن شوّاش (١٢) ... وطيب زلاله

وجبهة واديه وتلك الملاعب

مواطن أترابى ودار أحبّتى ... ولا عجبا يصبوا (١٣) المحبّ الحبايب

وفيها تولى الوزاره الصاحب فخر الدين بن الخليلى الدارى، وهى اول وزارته.

وفيها كان المصاف بين بيدوا (١٥) ملك التتار وبين محمود غازان. وانكسر بيدوا وعسكره، وهرب ولحق بالكرج، وكان قد تنصّر. وجلس مكانه (٣١٦) محمود غازان ابن (١٧) ارغون ابن ابغا ابن هلاوون، واسلم واظهر اسلامه. وكان سبب اسلامه


(١) اقطاعا: اقطاع
(٢) ضريفا: ظريفا
(٦) تمد: يمد--الفيحا: فى الأصل «الفيحاء» --وتصفوا: وتصفو
(٩) بردا: بردى
(١٠) الربا: الربى
(١٢) وجسر بن شواش: وجسر ابن شواش، انظر ياقوت، معجم البلدان (شوّاش)
(١٣) يصبوا: يصبو
(١٥) بيدوا: بيدو
(١٧) ابن: بن