للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفى يوم الاثنين سابع ربيع الاخر قدم علا الدين الجاكى (١) الى دمشق من عند قبجق الى جاغان يطلب منه ان يسيّر اليه خلع ومال (٢) لاجل العسكر. فلم يجبه الى دلك وسير يقول له: «كيف تجير (٣٢٧) اعداء السلطان، وانت قادر على مسكهم».

وكدلك بعث اليه كجكن [والطباخى] (٤) وايدغدى شقير يقولوا: «متى لم تمسكهم حضرنا اليك ومسكناك معهم». فعند دلك علم انه تشوش بسببهم، وانه قد حلف لهم، ومتى لم يمسكهم مسكوه معهم. وعاد عسكر دمشق يتسحّبوا (٦) اولا فاولا، ويدخلوا (٧) دمشق، فيشكرهم جاغان على دلك. وعاد قبجق يسيّر الى جاغان يقول له:

«لم يبق عندى عسكر. فترسم عليهم وتنفد بهم اليّه (٨)، وتسيّر نفقه بسببهم».

وجاغان يتغلظ به (٩)، ويسوّف بالجواب.

فلما راى قبجق هده الاحوال الناقصه، وبلغه ان عسكر حلب طالبينه (١٠) ليمسكوه، وابطا عليه جواب السلطان، ركب يوم الثلثا ثامن شهر ربيع الاخر، وصحبته الامرا المدكورون، وهم: بكتمر السلحدار، وبزلار، والالبكى، وبنغار (١٢)، وهم فى عده خمس مايه فارس تقدمهم الامير سيف الدين قبجق. وطلبوا طريق سلميّة نحو الفراه (١٤). فتبعه عز الدين بن صبره والملك الاوحد مع جماعه مشايخ من الامراء ومقدمين، على انهم يسترضونه، فلم يقبل منهم بل ركب هواه لامر اراده الله عزّ وجلّ.

ولما وصل الخبر الى جاغان مع جمال الدين المطروحى امر لابن النشّابى-متولى دمشق يوميد-بالحوطه على دار قبجق من غير قبض لكن احترازا على اهله وولده واتباعه.


(١) الجاكى: بن الجاكى، ز ت
(٢) خلع ومال: خلعا ومالا
(٤) ما بين الحاصرتين مكتوب بالهامش--يقولوا: يقولون
(٦) يتسحبوا: يتسحبون
(٧) ويدخلوا: ويدخلون
(٨) اليه: الىّ
(٩) يتغلظ به: فى الأصل بدون تنقيط؛ فى ز ت «يغالظ»
(١٠) طالبينه: طالبوه
(١٢) بنغار: فى الأصل «ببغار»، والصيغة المثبتة من ز ت
(١٤) الفراه: الفرات--بن صبره: كذا فى الأصل وز ت؛ فى ابن تغرى بردى، النجوم، ج‍ ٨ ص ٩٦ «بن صبرا»