للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واما قبجق فانه سار لا يلوى على شئ الى ان وصل الفراه (١). وكان كجكن وايدغدى شقير قد توجهوا (٢) من حلب ليدركوهم، فوجدوهم قد قطعوا الفراه. ولحقوا بعض اثقالهم، فاخدوه (٣). وفى دلك الوقت وصل الخبر بقتلة السلطان لاجين رحمه الله، (٣٢٨) فعند دلك انحلت عزايمهم عن اللحوق بهم.

ولما وصل قبجق الى راس العين وبلغ شحانى التتار بوصوله، وكان المقدمين عليهم يوميد بولاى وجنكلى ابن (٦) البابا فى الف من المغل، فخافوهم. ثم تحققوا امرهم، فالتقوهم واحسنوا نزلهم. وكدلك صاحب ماردين، فانه التقاهم ملتقا (٧) حسنا، وقدم لهم اشياء كثيره خوفا منهم لا ينهون (٨) عليه انه يكاتب صاحب مصر فصانعهم. ثم ان بولاى اراد ان يسيّرهم على خيل البريد الى غازان، فلم يوافقوه على دلك وقالوا:

«ما نسير الا على خيلنا مطلّبين على ما نحن عليه». فتنافسوا فى الكلام، وخشى بولاى ان يعمل معهم فتنه بغير مرسوم من غازان، فاحتاج يوافقهم، وساروا مطلّبين. وعبروا على الموصل والتقاهم اهلها. ثم دخلوا ايضا بغداد كدلك، فالتقتهم عساكر المغل وخواتينهم.

ثم توجهوا الى غازان، وهو مقيم يوميد بالاردوا (١٤) بارض سيب من اعمال واسط.

فتلقاهم ملتقا (١٥) حسنا واكرمهم، ووعدهم الاحسان ومنّاهم، وانعم على كل امير منهم بعشره الاف دينار، وصرف كل دينار اثنا عشر درهم (١٦) قازانيه. وانعم على مماليكهم كل نفر الفومايتى (١٧) درهم، وللصغار مع الغلمان ستمايه درهم. واقطع لقبجق همدان، فلم يقبل وقال: «ليس لى قصد سوى خدمة القان، والنظر الى وجهه


(١) الفراه: الفرات
(٢) توجهوا: توجها--ليدركوهم: ليدركاهم--فوجدوهم: فوجداهم--الفراه: الفرات--ولحقوا: ولحقا
(٣) فاخدوه: فأخذاه
(٦) ابن: بن
(٧) ملتقا: ملتقى
(٨) ينهون: ينبهون، ز ت
(١٤) بالاردوا: بالأردو-- سيب: فى الأصل «ست» والصيغة المثبتة من ز ت وابن تغرى بردى ج‍ ٨ ص ٩٧ (حاشية ٢)
(١٥) ملتقا: ملتقى
(١٦) درهم: درهما
(١٧) الفومايتى: ألفا ومائتى