للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فيقال ان الاعسر قام اليه وتلقاه، وان عز الدين الحموى قام اليه وشتمه واراد قتله، فمنعه الاعسر، فان منكوتمر كان سبب مسك الامرا. واستقر منكوتمر فى الجب ساعه رمليه. وراح طغجى الى داره يتوضى (٣)، فاغتنم كرجى غيبته فتوجه، وصحبته جماعه من البرجيه، الى باب الجب. واحتال على منكوتمر وقال لشخص معه «قول (٤) له:

اطلع اجب الامير سيف الدين طغجى حتى ياخدك الى بيته لا يقتلوك (٥) هاهنا بغير امره، واسرع قبل ان يعلم بك كرجى». فطلع فى اسرع من لمحه، فدبحه كرجى بيده على باب الجب، ثم نهبوا داره وامواله.

ورجع [كرجى] فعتبه طغجى، فقال: «نحن ما قتلنا السلطان الا لاجل هذا المابون فندعه، والا ايش فعل معنا السلطان من الردى (٩)». ثم اجالوا الحديث بينهم فيمن يكون ملكا، فاتفق رايهم ان يكون الملك لمولانا السلطان الاعظم الملك الناصر عز نصره، وينفدوا يحضروا (١١) ركابه الشريف من الكرك المحروس، ويكون طغجى نايبا له. وحلفوا على دلك تلك الليله واصبحوا يوم الجمعه يحلّفوا (١٢) الناس على دلك.

وركب طغجى يوم السبت فى دست النيابه والتفّت عليه العساكر، ثم طلع الى القلعه وجلس فى دار النيابه، ومد الاخوان (١٤) على جارى العاده ثم ان كرجى نقض دلك وقال: «انا قتلت السلطان ونايبه وخاطرت بنفسى، فاذا كان طغجى نايبا والملك الناصر سلطانا، فايش يكون وضعى انا؟» فاختلفوا، ثم وقع الاتفاق ان يكون طغجى سلطانا مستقلا وكرجى نايبا له.

ولما بلغ الامرا الكبار دلك، عظم عليهم، ووقع التشويش. وبعد خمسه ايام حضر الامرا المجردين (١٩) تقدمهم الامير بدر الدين بكتاش الفخرى امير سلاح مع عده


(٣) يتوضى: يتوضأ، وفى ز ت «يقضى شغل»
(٤) قول: قل
(٥) لا يقتلوك: لئلا يقتلوك!
(٩) الردى: الردئ
(١١) يحضروا: يحضرون
(١٢) يحلفوا: يحلفون
(١٤) الاخوان: الخوان
(١٩) المجردين: المجردون--الفخرى: فى الأصل «النجمى»، والصيغة الصحيحة المثبتة من ز ت والمقريزى ج‍ ١ ص ٨٦٧