للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أحد (١) يطيق الخروج من البلد. وعاد الناس ينظرون من أسوار البلد (إلى ما حلّ بالحواضر) (٢) البرّانيّة مثل العقيبة والشاغور وقصر حجّاج وحكر السمّاق من النهب وكسر الأبواب. وفى هذا اليوم اشتهر أن كثيرا (٣) منهم يمرّون بظاهر البلد، ويتوجّهون إلى ناحية الكسوة، فظنّ الناس أنّهم مأمورون بالتوجّه إلى مصر

وفى آخر هذا اليوم المذكور وصل الأمير سيف الدين قبجق والأمير سيف الدين بكتمر السلحدار إلى البلد ونزلوا فى الميدان. وتكلّموا فى طريقهم مع الأمير علم الدين أرجواش نايب القلعة، وأشاروا عليه بتسليمها:

وإنّ دماء المسلمين فى عنقك. -فأجابهم: إنّ دماء المسلمين فى أعناقكم أنتم لأنّكم كنتم السبب فى مجى التتار. -ولم يجيبهم إلى التسليم. وجرى بينهم كلام كثير، هذا ملخّصه. وفى بكرة يوم الثلاثا خامس عشرة ورد مثال من إسمعيل النايب، مضمونه أنّ الجماعة الأعيان يجتمعون ويقفون لأرجواش ويحسّنون له تسليم القلعة، ففعلوا ذلك فلم يجيبهم إلى شئ. وجرى بينهم كلام كثير

ولمّا كان يوم الجمعة خطب الخطيب بما صورته حسبما رسم له به من الدعاء فى الخطبة للسلطان الأعظم سلطان الإسلام والمسلمين، مظفّر الدنيا والدين محمود غازان، وصلّى فى المقصورة جماعة من المغل. فلمّا كان عقيب الصلاة حضر المقصورة الأمير سيف الدين قبجق. ثمّ إنّه صعد وصحبته الأمير إسمعيل إلى السدّة. واجتمع جماعة كبيرة من العالم تحت قبّة


(١) أحد: احدا
(٢) الى ما حل بالحواضر: مكرر فى الأصل
(٣) كثيرا: كثير