للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

النسر. وذكر عبد الغنىّ إنعام الملك غازان. ثمّ دعا له. ثم قرئ عليهم مكتوب (٢) بتولية قبجق نيابة الشأم، بكماله وما معه وما هو مضاف إليه، فكان ما هذا نسخته:

بقوّة الله تعالى وميثاق الملّة المحمّديّة فرمان السلطان محمود غازان

الحمد لله الذى أيّدنا بالنصر العزيز، والفتح المبين، ونصرنا بالملايكة المقرّبين، وجعلنا من جنده الغالبين، نحمده على الهداية إلى سبيل المهتدين والإرشاد إلى إحيا معالم رسوم الدين، حمدا يوجب المزيد من فضله كما وعد الحامدين، وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، شهادة بنصّها فى سلك المجاهدين. وأن محمدا عبده ورسوله، سيّد الأنبيا والمرسلين، صلّى الله عليه وعلى آله. صلاة تصله إلى يوم الدين

أمّا بعد: فإن الله تعالى لما ملّكنا البلاد، وفوّض إلينا بلطفه أمور العباد. وجب علينا أن ننظر فى مصالحهم. ونهتمّ بنصايحهم. وأن نقيم عليهم نايبا، يتخلّق بأخلاقنا فى كرم السجايا. ويبلّغنا الأعراض من مصالح الرعايا. فأعملنا الفكر فيمن نقلّده هذه الأمور. ويكون آمرا على جميع هذه الممالك الإسلاميّة لا مأمور، وأنعمنا النظر فيمن نفوّض إليه مصالح الجمهور. واخترنا لها من يحفظ نظامها (١٧) المستقيم. ويقيم ما هوى من قوامها (١٨) القويم. يقول فيسمع مقاله. ويفعل فتتّقى أفعاله، يكون أمره من أمرنا. وحكمه من حكمنا. وطاعته من طاعتنا. ومحبّته هى الغرض إلى محبّتنا. فرأينا أنّ الجناب العالى الأوحدى المؤيّدى العضدى


(٢) مكتوب: مكتوبا--مضاف مضافا
(١٧) نظامها نصامها
(١٨) قوامها: قومها