وسبيل الأمرا والمقدّمين وأمرا العربان والتركمان والأكراد والدواوين والصدور، بالأعمال والجمهور، أن يتحقّقوا أنّه نايبنا الذى فوّضنا إليه النيابة الشريفة والمنزلة المنيفة، أن يطيعونه سرا وجهرا، ولا يعصون له أمرا، وأنّ أمرهم إليه وقربهم لديه، ممّا يحصل لهم به رضاه عنهم وقربه منهم، وليلزموا عنده من الأدب والخدمة ما يجب. وليكونوا معه فى الطاعة والموافقة على المصالح كما يجب
وعلى ملك الأمرا سيف الدين، تقوى الله تعالى فى أحكامه، ونقضه وإبرامه، وتقوية يد قضاته للشرع وحكّامه، وتنفيذ قضيّة كلّ قاض على قول إمامه. وليتعاهد الجلوس للعدل فى ساير أيّامه، بطريقة العدل والإنصاف، وأخذ الحقّ للمشروف من الأشراف، وليقم الحدود والقصاص على كلّ من وجب عليه، وليكفف الكفّ العادية على كلّ من يرد إليه، والله تعالى يعجّل له إلى الخيرات سبيلا، ويوضّح له إلى مرضاة الله تعالى ومراضينا دليلا، إنشاء الله
وكتب فى عاشر جمادى الأولى سنة تسع وتسعين وستّ ماية
ولمّا فرغوا من قراية الفرمان نثروا عليه الذهب والفضّة، وفرح الناس بولاية قبجق عليهم ظنّا منهم أنّه يرفق بهم. وذكر القاضى جلال الدين أنّه اجتمع به، فشكا إليه ما هو فيه من التعب ومداراة التتار، وأنّه يريد لأجل هذا التقليد ألفى دينار معجّلة سرعة. فقال له القاضى جلال الدين:
عندى فرس وبغلة، أحملهما إليك تسعّر بهم. فقال: الخيل والبغال لهم، ليس لكم فيها مؤنة (١٩)، وإنما يطلبون الذهب الذهب
ثمّ نزل شيخ الشيوخ بالمدرسة العادليّة فى يوم الجمعة المذكور، وأحضر إليه ضيافة. فأظهر العتب على أهل البلد لكون أنّهم لم يتردّدوا إليه. وادّعى