أنّه يصلح أمرهم، ويتّفق معهم على ما يعود نفعه عليهم فى أمر القلعة.
فقال بعض الجماعة: إنّ قبجق هو يخبر أمر القلعة. -فكان جوابه:
إنّ خمس ماية من قبجق ما يكونون فى فصّ خاتمى. -وظهر منه (تعظيم كبير)(٤) لنفسه
ثمّ إنّ التتار طلعوا إلى جبل الصالحيّة، وفعلوا فيه من الأفعال القبيحة ما يطول شرحه ممّا تقشعرّ لهول سماعه الأبدان. فخرج الشيخ تقىّ الدين بن التيميّة إلى عند شيخ الشيوخ وصحبته جماعة من أهل البلد، وشكوا إليه الحال.
فخرج إليهم فى يوم الثلثا وسط النهار. فلمّا بلغ التتار الذين كانوا بجبل الصالحيّة مجى شيخ الشيوخ هربوا بعد أن أخربوا جميع مساكنه ونهبوا ساير أمواله وسبوا حريم أهله وأولادهم وبناتهم، وجرت عليهم أمور عظام لا يطاق سماعها، أضربت عن ذكر جميع ذلك
ثمّ إنّهم أحرقوا فى دمشق نفسها عدّة أماكن التى بجوار القلعة بسبب الحصار. ونزلوا التتار بباب البريد والجامع الأموىّ، وشربوا فيه الخمور وفجروا بحريم المسلمين، وفعلوا كلّ فاحشة من العظايم، فلا حول ولا قوّة إلاّ بالله العلىّ العظيم
قلت: الناس يستعظموا ما جرى على دمشق وأهلها من فعل التتار الكفّار الذين ليس لهم دين ولا مذهب يرجعون إليه، فقد جرى على دمشق وأهلها من المغاربة، أصحاب المعزّ، أوّل الخلفا الفاطميّين، بزعمهم بمصر، ما إذا قابل به القارئ له فى الجزء السادس من هذا التأريخ، وهو الجزء المختصّ بذكر الخلفا العبيديّين من المصريّين، استقلّ عنده فعل التتار هذا واستصغره،