للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هذا وهم مسلمون وخلفاهم يدّعون أنّهم علويّون وفاطميون، ف‍ {إِنّا لِلّهِ وَإِنّا إِلَيْهِ راجِعُونَ} (٢)

ثمّ إنّ التتار أخذوا من دمشق تقدير عشرة آلاف فرس. ثمّ قرّروا على أهلها الأموال، فكان المقرّر على أسواق دمشق ما يذكر: سوق الخوّاصين ماية ألف وثلاثين ألف درهم، وعلى الرمّاحين ماية ألف درهم، سوق علىّ ماية ألف درهم، سوق النحّاسين ستّين ألف درهم، قيساريّة الشرب ماية ألف درهم، حتى وصل التقرير على سوق الذهبيّين مع صغره وقلّة أهله وقرّر عليه ألف وخمس ماية (٨) درهم. ثمّ لم يقنعوا بذلك حتى قرّروا على جميع أسواق دمشق مع أعيان سعدايها وأكابرها، تتمّة ثلاث ماية ألف دينار، وجبيت على حساب أربع ماية ألف دينار. ورسم على أهل البلد طايفة من شرار المغل، وألزموهم بالمبيت فى المشهد الجديد بالجامع، وفيه كان الاستخلاص، ومنعوا من يدخل إليهم، وأمروا بعصر ابن شقير، ووعد بذلك ابن منجّى وابن القلانسىّ وغيرهم من كبار البلد، وعادوا يضربوهم على ظهورهم ويمسكون أكمامهم، وكذلك جرى على قاضى القضاة نجم الدين بن صصرى. هذا وقد كثر النهب فى البلد وزاد البلاء على الناس وعظم الأمر. وعادوا يتسوّرون على الناس من الأسطحة وكسروا الأبواب، وكان ذلك فى يوم الجمعة ثامن وعشرين الشهر، لا سيّما وقت الصلاة، وتهاربت الناس من سطح إلى سطح، ووقع من الناس جماعة، وكسرت أرجلهم وأضلاعهم. ثمّ جبى على الرءوس وكان المطلوب شيئا كثيرا (١٩) لا تحمّله البلد ولا تقاربه، فعسر الأمر على الناس.

وكان متولّى الطلب الصفىّ السنجارىّ وعلاء الدين أستادار قبجق وأبناء (٢٠) الشيخ


(٢) السورة ٢ الآية ١٥٦
(٨) ألف وخمس ماية: الفو خمس مائة
(١٩) شيئا كثيرا: شى كثير
(٢٠) وأبناء: وآبناى