للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يومئذ مستوفى الصحبة الشريفة. ونظر الأمراء والناس من الكبار يبجّلونه ويقفون له قياما. فسأل عنه <فقيل:> إنّه نصرانى. فصعب عليه ولحقته الغيرة الإسلاميّة

فتحدّث مع الأمير سيف الدين سلاّر والأمير ركن الدين بيبرس الجاشنكير. وأحضر بين يدى المواقف الشريفة السلطانيّة أعزّ الله أنصارها.

واستحضر أحاديث صحيحة مرويّة عن النبىّ صلّى الله عليه وسلّم من «كتاب الوظايف» وعن أمير المؤمنين عمر بن الخطّاب رضى الله عنه، أنّ عهد ذمّتهم قد انقضت من سنة ستّ ماية هجريّة. فكان ممّا أورد قال: إنّ أوّل من وضع الديوان فى الإسلام الإمام عمر بن الخطاب رضى الله عنه حين أحضر له أبو هريرة رضى الله عنه مالا كثيرا من عمل البحرين. فقام إليه رجل من الأنصار وقال: رأيت الأعاجم تدوّن ديوانا فدوّن أنت أيضا ديوانا! -وقال خالد بن الوليد رضى الله عنه: قد كنت بالشأم ورأيت ملوكها دوّنوا ديوانا. فدوّن أنت ديوانا! -وإنّما سمّى الكتبة ديوانا لأنّ كسرى نوشروان رآهم يحسبون مع أنفسهم. فقال: هؤلاء ديوانه.

والديوان باللغة الفارسيّة هى أمّ الشياطين. فسمّى الكتّاب بذلك لحذقهم ووقوفهم على الجلىّ والخفىّ. ثمّ سمّى مكانهم باسمهم. فقيل ديوان.

ومن شرط من ينصّب فى الديوان ان يكون مسلما أمينا ضابطا سؤسا شفوقا على الإسلام. قال الله تعالى {لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ} (١٩) وقال تعالى {لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصارى أَوْلِياءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ} (٢٠) وقال صلّى الله عليه وسلّم: لا تؤمّنوهم وقد خوّفهم الله ولا تقرّبوهم وقد أبعدهم الله


(١٩) السورة ٣ الآية ٢٨
(٢٠) السورة ٥ الآية ٥١