للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وروى أنّ المتوكّل على الله أقصى اليهود والنصارى ولم يستعملهم وأذلّهم وخالف بين زيّهم وزىّ المسلمين، وجعل على أبوابهم علامات بالدهان مثل الشياطين

ولمّا استقدم عمر بن الخطّاب رضى الله عنه أبا موسى الأشعرىّ من البصرة-وكان عاملا عليها للحساب-دخل على عمر رضى الله عنه وهو فى المسجد. فاستأذن عليه لكاتبه وهو نصرانىّ. فقال له عمر رضى الله عنه: قاتلك الله! وضرب بيده على فخذه، ولّيت ذمّيّا على المسلمين.

أما سمعت قول الله تعالى: (٨) {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصارى أَوْلِياءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ (وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ) (٩)} مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ (١٠) ألاّ اتّخذت حنيفا. فقال: يا امير المؤمنين، لى كفايته وله دينه. فلا أكبرهم إذ أهانهم الله، ولا أعزّهم إذ أذلّهم الله، ولا أدنيهم إذ أقصاهم الله!

وقال عمران بن أسد: أتانا كتاب عمر بن عبد العزيز إلى محمد ابن المبشّر، وهو يقول فيه: أمّا بعد، فإنّه بلغنى أنّ فى عملك رجلا يقال له حسّان يروى على غير دين الإسلام، والله تعالى يقول (١٦) {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اِتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفّارَ أَوْلِياءَ وَاِتَّقُوا اللهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} (١٩) فإذا أتاك كتابى هذا فادع حسّان إلى الإسلام! فإن أسلم فهو منّا ونحن منه، وإن أبى فلا تستعن


(٨ - ١٠) السورة ٥ الآية ٥١
(٩) ومن يتولهم: فمن يتوله
(١٦ - ١٩) السورة ٥ الآية ٥٧