للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عليها. فإذا عاد من الملك الجواب، فليسيّر إلينا هدية الديار المصرّية كهدايا الأحباب، لنعلم أنّ بإرسال الهدّية، قد حصل منكم فى إجابتنا إلى للصلح نيّة، ونهدى من بلادنا ما يليق أن يهدى إليكم، والسلام الطيّب منّا عليكم إنشا الله تعالى!

ولمّا حصل الوقوف على هذا الكتاب استشار الموالى الأمرا فى الجواب.

فطلبوا قاضى القضاة ضيا الدين الرسول المذكور وقالوا له: أنت من كبار الأيمّة والعلماء ومن خيار المسلمين، وتعلم ما يجب عليك وعلى كلّ مسلم من النصح للإسلام ولهذا الدين، وتعلم أنّ نحن ما نتعاهد الحرب والقتال إلاّ لقيام دين الإسلام، فإنّ هذا الأمر قد فعلوه حيلة ودهاء.

فنحن نحلف لك بالله، الذى {لا إِلهَ إِلاّ هُوَ} (١٠) ما يطّلع أحد من خلق الله تعالى على نصحك للإسلام. ورغّبوه فيما فيه الرغبة. فحلف أيمانا مؤكّدة (١٢) أنّه ما يعلم من غازان وخواصّه غير الصلح وحقن الدماء ورواح التجّار ومجيهم وصلاح الرعيّة. ثمّ قال لهم فى أثناء كلامه: ومن المصلحة أنّكم تتقوّوا وتبقوا على ما أنتم عليه من الاحتراز والاهتمام لعدوّكم، وأنتم فلكم عادة فى كلّ سنة تخرجون الجيوش لحفظ أطراف بلادكم تجاريدا، فتكونون على عادتكم فى ذلك. فإن كان هذا الأمر صحيحا (١٦) أو خديعة ظهر لكم بعد ذلك. فلمّا سمعوا منه هذا الكلام تحقّقوا أنّه كلام ليس فيه غشّ ولا مكر منه. ثمّ شرعوا فى تجهيز رسول، وجواب غازان على يده، كما يأتى ذكر ذلك فى سنة إحدى وسبع ماية إنشا الله تعالى.


(١٠) السورة ٩ الآية ١٢٩ - -أحد: احدا
(١٢) مؤكدة: مأكده
(١٦) صحيحا: صحيح