للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلى أن يستقرّ جأشكم، وتبصروا أرشادكم، وتسيروا إلى الشأم تحفظونه من أعدايكم المتقدّمين، وأكرادكم المتمرّدين، فقدّمنا أمرنا إلى مقدّمى تومانين من جيوشنا، أنّهم متى سمعوا بقدوم أحد منكم أن يعودوا إلينا بسلام، ويلحقوا ركابنا بدار السلام، فعادوا إلينا بالنصر المبين، والحمد لله ربّ العالمين

والآن فإنّا وإيّاكم على كلمة الإسلام مجتمعين. وما كان بيننا ما يفرّق كلمتنا إلاّ من فعلكم فى ماردين. وقد أخذنا منكم بالقصاص، وهذا جزا كلّ عاص. فلنرجع الآن إلى إصلاح الرعايا، ونجتهد نحن وأنتم فى العدل فى ساير القضايا! فقه انضرّت بيننا وبينكم حال البلاد وسكّانها، ومنع الرعيّة الخوف القرار فى أوطانها، وتعذّر سفر التجّار، وتوقّف حال المعاش لانقطاع البضايع والأسفار، ونحن نعلم أنّا نسأل عن ذلك ونحاسب عليه، وأنّ الله لا يخفى شى فى الأرض ولا فى السماء عليه (١٢)، وأنّ كلّ ما كان وما يكون فى كتاب مبين {لا يُغادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلاّ أَحْصاها} (١٤) وأنت تعلم أيّها الملك الجليل، أنّنى أنا وأنت مسئولون عن الكثير والقليل، وكذلك فإنّا مسئولون ومطالبون عمّا جناه، أقلّ من ولّيناه. وإنّ مصيرنا إلى الله، فإنّا معتقدون الإسلام سرّا وعلانية، عاملون بفروضه فى كلّ وصيّة

وقد حمّلنا قاضى القضاة حّجة الإسلام بقيّة السلف ضيا الدين أبا (١٩) عبد الله محمدا أعزّه الله تعالى شفاهة يعيدها على سمع الملك، والعمدة


(١٢) قارن السورة ١٤ الآية ٣٨
(١٤) السورة ١٨ الآية ٤٩
(١٩) أبا: ابى--محمدا: محمد