للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أوّل من أعطى شطر ماله فى الإسلام عبيد الله بن العبّاس بن عبد المطّلب، وكان معاوية قطع <صلاته> (١) عن الحسن عليه السلام مرّة فضاقت حاله فى تلك السنة فكتب إلى عبيد الله بن العبّاس يخبره فبكا عبيد الله، ثم قال: ويحك يا معاوية أصبحت ليّن المهاد رفيع العماد والحسن يشكو سوء الحال (٣٣١) وكثرة العيال! ثم قال لقيّمه: احمل إليه شطر جميع ما أملكه فإن أقنعه وإلاّ فاحمل إليه الشطر الآخر! فلمّا بلغ الحسن ذلك قال: إنّا لله حملت على ابن عمّى فليت لا كنت كتبت إليه! وأخذ الشطر من ماله، وعبيد الله أوّل من فطّر جيرانه فى شهر رمضان، وأوّل من وضع الموائد على الطريق ودعا إلى طعامه فى الإسلام، وأوّل من أمر بنهبه، (٢) وأوّل من حمله على رؤوس الناس لكثرته.

أوّل من نقش على الدراهم بالعربيّة عبد الملك بن مروان فإنّه عنى بذلك وكتب به إلى الحجّاج بن يوسف فى إقامة رسمه بذلك، وهو أوّل من تسمّى بعبد الملك فى الإسلام، وهو أوّل من لقّب من الخلفاء بالموفّق بالله.

أوّل من من ضرب الدنوف (٣) من الدراهم عبيد الله بن زياد حين وثب عليه المختار حسبما نذكره إن شاء الله تعالى وهرب من البصرة وكان إذا نزل بماء وخشى أن يثب عليه الأعراب قسمها بينهم.

أوّل من اتّخذ البيمارستان الوليد بن عبد الملك، وهو أوّل من أجرى على القرّاء وقوّام المساجد الأرزاق، وكذلك على العميان وأصحاب العاهات وأخدم كلّ واحد منهم خادما، وهو أوّل خليفة تجبّر فى نفسه وسار فى الناس بالجبريّة والخيلاء لا ما (٤) كان عليه من قبله لما نذكر من خبره فى تأريخه.


(١) صلاته: لطائف المعارف
(٢) أمر بنهبه: أنهبه لطائف المعارف
(٣) الدنوف: الزيوف لطائف المعارف
(٤) لا ما: لا بما لطائف المعارف