أوّل من غيّر قضيّة من قضايا رسول الله صلى الله عليه وسلم معاوية بن أبى سفيان فإنّه ألحق زياد بأبى سفيان وغيّر قضيّة رسول الله صلى الله عليه وسلم فى قوله: الولد للفراش وللعاهر الحجر، وهو أوّل (٣٣٠) من اتّخذ المقصورة فى المسجد لما نذكر من ذلك فى تأريخه، وأوّل من استخلف ولده ولى عهده، وأوّل من استخلف ولى العهد فى صحّته، وأوّل من اتّخذ ديوان الخاتم لما نذكر من ذلك، وهو أوّل من عقد المغيرة بالسكر، وكان أبو هريرة رضى الله عنه يعجب بها ويستطيبها ويأكلها عنده فى مدّة أيّام صفّين الآتى ذكرها فى تأريخها إن شاء الله تعالى، ويصلّى خلف علىّ عليه السلام، فقيل فى ذلك، فقال: مضيرة معاوية أطيب والصلاة خلف علىّ أفضل.
أوّل من أخذ الجار بالجار والبرئ بالسقيم زياد بن أبيه، وكان يقول:
ربّ حقّ أخرج من خاصرة الباطل، وهو أوّل من مشى بين يديه بالأعمدة، وأوّل من لبس الثياب الدبيقيّة، وأوّل من بنى بالجصّ والآجرّ بالبصرة.
أوّل من مشى بين يديه الرجال وهو راكب الأشعث بن قيس وكان سيّد أهل اليمن، وأسر مرّة فافتدى بثلاثة آلاف ناقة، وهو أوّل من دفن فى داره ولم ينقل إلى موسم الأموات، وذلك أنّه لمّا مات بالمدينة لم يقدر على إخراجه ودفنه من كثرة ازدحام العالم، ولم يقدر الحسن بن علىّ عليهما السلام أن يدخل عليه حتّى دخل من بعض دور لجيرانه، وكان (١) الرجل ينزل عن دابّته فيعقرها والآخر يجئ براحلته فينحرها فخاف الحسن أن يعقر الناس على قبره سائر دوابّهم فأمر بدفنه فى داره.