للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يؤمّروه، ففعلوا واقتدى بهم سائر المسلمين فى أمرائهم. قال الثعالبى: وهو أوّل من رشا فى الإسلام.

أوّل ما ظهر من الظلم فى أمّة محمّد صلى الله عليه وسلم قولهم: نيح (١) عن الطريق، قال الثعالبى: ويقال إنّ ذلك حدث فى أيّام عثمان بن عفّان (٣٢٩) رضى الله عنه.

أوّل من اختزل من بيت مال المسلمين على ما ذكره الثعالبى رحمه الله أبو هريرة عبد الله بن عمرو السدوسى (٢) وكان عمر رضى الله عنه استعمله على البحرين فاختزل من مال المسلمين بها فعزله وحاسبه وغرّمه ما حصل عليه وضربه بالدرّة عدّة خفقات حتى استخرج منه ألف دينار وخمس مائة دينار، فقال أبو هريرة:

لا وليت لك والله عملا! فقال عمر رضى الله عنه: لقد وليه من هو خير منك- يعنى يوسف الصدّيق عليه السلام-لمن هو شرّ منّى، يعنى عزيز مصر.

قلت: قد ذكر الطبرى والحافظ ابن عساكر والمسعودى رحمهم الله وأجمعوا أنّ الإمام عمر بن الخطّاب رضى الله عنه مرّ بالمدينة على دار قد أحدث بناؤها بالجصّ والآجرّ ولم يكن قبل ذلك بالمدينة دار بهذا البناء، فسأل عنها، فقيل:

هى لبعض عمّال أمير المؤمنين فقال: أبت الدراهم إلا أن تمدّ أعناقهائم أشخص سائر عمّاله وشاطرهم أموالهم ومنهم أبى هريرة واستخرج منه ألف وستّمائة دينار وخفقه بالدرّة خفقات فقال: لو علمت لما ولّيت لك عملا، قال: قد ولى من هو خير منك لشرّ منى يعنى يوسف عليه السلام وعزيز مصر.

أول من لبس الخزّ الأدكن من العرب فى الإسلام عبد الله بن عامر بن كريز، ولمّا لبس جبّة منه وخطب الناس على منبره بالبصرة وكان واليها لعثمان رضى الله قال الناس: قد لبس الأمير جلد دبّ.


(١) نيح: تنح لطائف المعارف
(٢) السدوسى: الدوسى لطائف المعارف