للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويخفروا المسافرين من التجّار وغيرهم، وألاّ يؤذوا أحدا وأن يكونون تحت الطاعة له، متى طلبوا لحرب حضروا. فلمّا كان فى سنة تسع وتسعين وستّ ماية سيّروا يقولون له: لا عدنا نوافقك حتى تقرّر لنا ماية ألف دينار فى كلّ عام. فإنّ نحن عمارة البلاد، وبنا الصلاح والفساد. -ثمّ اجتمعوا فى عدد كثير وعزموا على قتاله، وجمع هو أيضا عساكره وقصدهم. ولم يبق غير الملتقى، فعند ذلك دخلوا مشايخ بلاد اليمن والمتطوّعة والفقها والعلماء وأصلحوا بينهم، وانفصلوا على غير قتال كان بينهم

وحكى الشيخ الصالح سيف الدين أبو الحسن علىّ الآملى، قال:

كنت مع الملك المؤيّد صاحب اليمن لمّا أراد الزيديّة، فكنت فيمن مشى بينهم فى الصلح. وزادهم الملك المؤيّد عشرة آلاف دينار فى كلّ سنة على معلومهم، ووقع الصلح بينهم، وانعقدت الأيمان على ذلك. ثمّ توجّهت إلى الحجاز بعد ذلك. وقال أيضا: إنّ جملة الأمر أن كان فى سنة سبع وتسعين وستّه ماية الخلف واقعا (١٤) بين ساير ملوك الدنيا شرقا وغربا

وكذلك ذكر الحاجّ إبراهيم بن محمد المسعودىّ التاجر السفّار والحاجّ معتوق الماردانىّ والشمس محمد السنجارىّ، أجمعوا جميعهم وذكروا بالقاهرة فى سنة سبع ماية أنّ الملك أنغاى وهو ابن أخى بركة المقدّم ذكر فعله فى سوداق اتّفق (١٨) مع الملك بختاى وكان بينهما وقعة عظيمة. وأنّ أنغاى انتصر على بختاى واستولى على مملكته ببلاد القفجاق.

وهذا بختاى لم يبلغ فى ذلك الوقت من العمر ثلاثين سنة، وكان قد صالح


(١٤) واقعا: واقع
(١٨) اتفق: ابقع