للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أتعلموا ما أقول لكم وآمركم به؟ -قالوا: نعم. -قال: تعلنوا أصواتكم بالتكبير، وتردموا هذه البير، فى هذه الساعة! -وكان قصده بإعلانهم بالتكبير حتى لا يسمع لذلك الرجل الذى فى البير عياط (٣) ولا يجيبوا له تداء إذا رأى ما حلّ به. فلم يكن بأسرع أن طمّوا تلك البير على ذلك الرجل، وتساوت مع الأرض. وكان لذلك الرجل الذى هلك فى البير وطمّ عليه أخ، فطال عليه غيبته، فأتى إلى الشيخ وسأله عنه، فنكر علمه به. وكان قد سأل قبل ذلك من جماعة من خواصّ الشيخ قبل اجتماعه به. فقالوا له: قد سيّره الشيخ فى مهمّ له. فلمّا سأل الشيخ ونكره استراب الرجل، ولم يزل يبحث عن أمره حتى استصحّ الخبر. فتوجّه مع جماعة كبيرة إلى البير ونبشوها وأخرجوا ذلك الرجل ميّتا. فعند ذلك توقّفوا عن متابعة الشيخ وتفرّقوا عنه بعد أن كاد يظهر على الأمحرا ملك الحبشة. وكان له مصافّ (١١) لملك الحبشة على شاطى النيل ستّة أشهر. فلمّا رأى أمره انحلّ وبرمه انتقض، راسل لملك الحبشة وطلب الصلح. وأعطاه الأمحرا أرضا تزرع له ولخاصّته المرتبطين عليه، وأقطعها لهم إقطاعا وألاّ يكلّفوا شيئا.

وأن يعطيهم ملك الحبشة فى كلّ سنة مالا غير تلك الأرض، ويكونون تحت طاعته واتّفق أمرهم على ذلك والله أعلم

وذكر أيضا أنّ الملك المؤيد هزبر الدين داود صاحب اليمن وقع الخلف فى سنة تسع وتسعين وستّ ماية بينه وبين الزيديّة، وأنّهم تحوّلوا عن طاعته وقالوا: هذا الذى تعطينا ولنا مقرّر (١٩) لا يكفينا. -وكان لهم فى كلّ سنة مقرّر عشرين ألف دينار عين مصريّة. على أنّهم يحموا الطرقات


(٣) عياط: عياطا
(١١) مصاف: مصافف
(١٩) مقرر: مقررا