للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثمّ انتقل الدهليز المنصور إلى منزلة الصالحيّة. ودخل مولانا السلطان عزّ نصره والأمرا فى ركابه إلى البرّيّة بسبب الصيد. فلمّا كان يوم الاثنين ثامن عشرين المحرّم عاد مولانا السلطان إلى الدهليز المنصور بالصالحيّة. وأخلع على ساير الأمرا بحضرة الرسل، فذهلوا لما عاينوا من ترتيب السلطنة المعظّمة وحسن هيئة الجيوش الإسلاميّة ما لا نظروا إلى (٦) شى أحسن منه. ثمّ إنّ مولانا السلطان أخلع على الرسل وأنعم عليهم كلّ منهم (٧) بعشرة آلاف درهم وتعابى قماش وغير ذلك. وسفروا صحبة الأمير حسام الدين أزدمر المجيرىّ والقاضى عماد الدين بن السكّرىّ، وعلى يدهم كتاب ما هذا نسخته:

بسم الله الرحمن الرحيم

بقوّة الله وإقبال دولة السلطان الملك الناصر

قد علمنا ما أشار به الملك الجليل وندب إليه، وما عوّل فى قوله وفعله عليه. فأمّا قول الملك: قد جمعنا وإيّاكم كلمة الإسلام، وملّة النبىّ عليه أفضل الصلاة والسلام، وإنّه لم يطرق ولا قصد إلاّ لما سبق به القضاء المحتوم، فهذا أمر غير مجهول، بل هو عندنا معلوم

وإنّ (١٦) السبب فى ذلك إغارة جيوشنا على ماردين، وأنّهم سبوا وفسقوا وهتكوا الحريم، وفعلوا فعل من لا له دين، فالملك يعلم أنّ ما برحت غاراتنا فى بلادكم، من عهد آبايكم وأجدادكم، وأنّ الذى فعل ما فعل من الفسّاد، لم يكن برأينا ولا من أمرانا والأجناد، بل هو من الأطراف الطمّاعة ممّن لا يؤبه إليه، ولا يعوّل فى قول ولا عمل


(٦) إلى: إلا
(٧) منهم: منهما
(١٦) وإن: مكرر فى الأصل