من يذكر، وهم: الأمير حسام الدين أستادار، وأولياء بن قرمان، وأمير علىّ بن دودا، وسنقر الكافرىّ، وأيدمر الرفا، وأيدمر النقيب، وأيدمر القشّاش، وآقوش أمير آخور، ولاجين الموصلىّ الخطّابىّ، والحسام بن ناخل مع جماعة أخر من أمرا الشأميّين، ختم الله لهم بالسعادة، وفازوا بالشهادة، عوّضهم الله الجنّة
ونصر الله تعالى هذه الأمّة المحمّديّة، والعساكر الناصريّة المحمديّة، وأيّد الله الإسلام، واطمأنّت نفوس أهل الشام. ودخل مولانا السلطان خلّد الله ملكه مؤيّدا بالنصر والظفر، على رغم أنافى التتر، إلى دمشق يوم الثلثا ثالث يوم الوقعة المباركة بأرض شقحب. وزيّنت دمشق لدخوله وكان يوم عظيم بدمشق. ثمّ عاد الركاب الشريف إلى الديار المصريّة، فى جيوشه الناصريّة. وزيّنت القاهرة زينة عظيمة، ما شهد مثلها فى الأزمنة القديمة. وأقام الفرح والسرور، والغبطة والحبور، بالديار المصريّة، وبالقاهرة المعزّيّة، ما ينيف عن خمسين يوم، وكأنّها كانت فى النوم. ولمّا حلّ ركاب مولانا السلطان، وأيّده الله بالقرآن، شقّ القاهرة المحروسة، والقاهرة بزينتها كالعروسة، والأمرا من التتار بين يديه على خيولهم مجنوبة، وطبولهم البعض مشقوقة والبعض مقلوبة.
وكان يوما مشهود، لم ير مثله مذ كان الوجود. وكان دخول مولانا السلطان عزّ نصره إلى القاهرة المحروسة، وشقّها وطلوعه إلى قصره واستقرار ركابه الشريف بكرسىّ مملكته وديار مصره <الثالث والعشرين (١٩) > من شوّال من هذه السنة العظيمة الأمن والبركة، السعيدة الإقبال والحركة