للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

راموا، وقد حشدوا، غلبا فما غلبوا ... وحاولوا النصر تضليلا فما نصروا

أتوا وقد مكر الله العزيز بهم ... فردّ طغيانهم بالغيظ إذ مكروا

وضيّقوا الأرض من سهل ومن جبل ... كأنّما هم جراد فيه منتشر

داسوا بلادك لا يثنى أعنّتهم ... عن قصدها جهلهم والتّيه والبطر

غرّتهم فلتة فى الدهر عن غلط ... منها فخلّت بهم من بعدها العبر

وأمّلوا أنّها مثل التى (٦) ... ذهبت

فعوّدوا ودماهم فى الفلا غدر

قابلتهم بجيوش ما لهم (٧) ... قبل

ببأسها فلقد قلّوا وإن كثروا

أفنيتهم بليوث منك باسلة ... وهل تقاوم آساد الشرى الحمر

فكم قتيل له من بعد صولته ... تحت السنابك أمسى وهو منعقر

عصابة لم تزل بالحقّ ظاهرة ... فى الحرب بالله والأملاك تنتصر

من سيّد الرسّل بالتأييد قد وعدت ... فالنصر يخدمها ما زال والظفر

يا وقعة المرج مرج الصفّر افتخرت ... بك الوقايع فى الآفاق والعصر

رفعت بالنصر أعلام الهدى ولقد ... جرّدت للشرك كسرا ليس ينجبر

يوم تدارك جمع المسلمين به ... من لم يزل فى يديه النفع والضّرر

يا من أوامره والله يعضده ... بها الليالى مع الأيّام تأتمر

لولا يثبّتك الله العزيز به ... لم يبق للناس (١٦) لا سمع ولا بصر

قرّت به أعين الإسلام وابتهجت ... به القلوب وكادت قبل تنفطر

يا مخجل السيف عزما وهو منصلت ... والمرعب الليث بأسا وهو منتصر

والثابت الجأش والأقدام فى دحض ... فيه التشبّت إلاّ أنّه عسر


(٦) التى زت: الذى
(٧) لهم زت: لها
(١٦) للناس زت: للدين