للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قبل. ثمّ امتدّت فى جميع البلاد بالشأم ومصر، وأقامت تهتزّ تقدير ربع ساعة فلكيّة. وكان لها دوىّ كدوىّ الرعد. ثمّ إنّها هدمت مناير الجوامع، منها منارة الجامع الحاكمىّ. وسقطت أكثر جدرانه وخرّب هذا الجامع خرابا شنيعا، لم تكن أثّرت فى شى أكثر منه. وانشقّت المنارة التى للمدرسة المنصوريّة بالقاهرة التى بين القصرين إلى أن احتيج بعد ذلك إلى هدمها وعمرت كأحسن ما يكون. واختصّ بعمارة الجامع الحاكمىّ الأمير ركن الدين بيبرس الجاشنكير، وأصرف عليه من ماله شى كثير، وعاد كأحسن ما كان وأجدّ. وانهدمت أيضا منارة جامع الفاكهانيّين وهو إنشا الظاهر بن الحاكم الفاطمىّ. وانهدمت أيضا منارة جامع الصالح ابن رزيك الذى ظاهر باب زويلة وبعض جدرانه. وتشقّقت جدر جامع مصر، وهو جامع عمرو بن العاص رضى الله عنه، وتشعّب فيه شى كثير. وهدمت شيئا كثيرا (١٢) من منابر الجوامع والمساجد بمصر والقاهرة، وأكثر ما أثّرت فى الجوامع والمساجد. وعمروا بعد ذلك كأحسن ما كانوا. واختصّ بعمارة جامع مصر الأمير سيف الدين سلاّر نايب السلطنة المعظّمة

وهدمت منارة إسكندريّة. وخرّبت أكثر دمنهور الوحش بالبحيرة خرابا شنيعا. وكذلك مدينة أبيار بالمنوفيّة، والجزيرة بالديار المصريّة.

وحصل الخراب الشنيع فى ساير إقليم ديار مصر. وطلع البحر المالح إلى مدينة ثغر الإسكندريّة، فغرق كثير من قماش القصّارين وغلال كثيرة


(١٢) شيئا كثيرا: شئ كثير