للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تؤثّر (١) فى الآجرّ وقد كان لبنا، فعاد بحرارة النار آجرّا، نوعا من الحجر إلاّ أنّه رخو (٢). وكلّما كان تأثير النار فيه أكثر كان أصلب وأشبه بالحجر. ثمّ زعموا أنّ تولّد الجبال من اجتماع الماء والطين وتأثير الشمس. وأمّا سبب (٣) ارتفاعها وشموخها فجاز أن يكون بسبب زلزلة فيها خسف، فيخفض بعض الأرض ويرتفع بعضها. ثمّ المرتفع يصير حجرا بالمثال الأوّل، ويجوز أن يكون بسبب الرياح: تنقل الرياح التراب من مكان إلى مكان، فتصير تلالا ووهادا (٧)، ثمّ تتحجّر بالمثال المذكور أوّلا

وذكر صاحب علم المجسطى: أنّ فى كلّ ستّة وثلاثين ألف سنة تنتقل أوجات الكواكب وتدور فى البروح الاثنى عشر دورة واحدة، فإذا انقلبت من الشمال إلى الجنوب تختلف مسامتات (١٠) الكواكب ومطارح شعاعها على بقاع الأرض، فيختلف بها الليل والنهار والفصول الأربعة، وتتغيّر الأرض، فيصير الخراب من الأرض عمرانا، ويصير العمران منها خرابا، والبرارى بحارا والبحار برارى، والسهول جبالا والجبال سهولا.

وأمّا صيرورة الجبال سهولا: فإنّ الجبال من شدّة إشراق الشمس والقمر وساير الكواكب عليها بطول الأزمنة تنشف (١٥) رطوباتها، وتزداد يبسا وجفافا. وتتكسّر خاصة عند الصواعق، فتصير صخورا وحجارة ورمالا.

ثمّ إنّ السيول تحملها إلى بطون الأنهار والأودية المنخفضة (١٧) وإلى البحار


(١) تؤثر: تاثر--فى: مكرر فى الأصل
(٢) رخو: رخوا
(٣) سبب: مكرر فى الأصل
(٧) تلالا ووهادا: تلال ووهاد
(١٠) مسامتات زق: مسافات
(١٥) تنشف: تنشق، مصحح بالهامش
(١٧) المنخفضة: المنخفظة