للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المجاورة، فتبسط فى قعرها سافا (١) بعد ساف بعضا على بعض، فيحصل فى قعور البحار جبال كما تتربّى الجزاير وكما يتلبّد (٢) من هبوب الرياح أدعاص الرمل فى البرّ. وكذلك قد يوجد فى جوف الأحجار إذا كسرت صدفة وعظم (٤) وغير ذلك، ممّا يكون فى أخلاط الطين الذى صار حجرا.

وقد يصير البحر يبسا واليبس بحرا، وذلك كلّما انضمّت (٥) قطعة من البحار على الوجه المذكور. فالماء يرتفع ويطلب الاتّساع على سواحله ويغطّى بعض البرّ بالماء، ولا يزال كذلك حتى يصير بحرا، ويغطّى ذلك البرّ. ويعود البحر برّا بما تولّد فيه وتراكم من الأحجار الواردة من الجبال المتكسّرة مع السيول المنصبّة إلى البحار مع ما تجرّ معها من الطين والتراب. فينعقد فيها بالمثال المذكور حتى تساوى الأعلى من الأرض فيعود البحر برّا والبرّ بحرا. ثمّ يصير فيها الحشيش والعشب والأشجار، وتصير مسكنا للسباع والوحوش ويقصدهم الناس لطلب المنافع من الصيد ومن الحطب وغير ذلك. ثمّ يصير مسكنا وموضعا صالحا للزراعات والغروس، فتكون مدنا وقرى بعد أن كانت بحارا، فسبحان المدبّر الحكيم {خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} (١٤) {وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (١٥)


(١) سافا زق: ساف--بعضا: بعض
(٢) يتلبد زق: يتبدل--أدعاص: دعاص
(٤) عظم: عظما--مما يكون: فما يكون ذلك
(٥) انضمت: انظمت
(١٤) السورة ٦ الآية ١٠٢ وفى سور أخر
(١٥) السورة ٦٤ الآية ١ والسورة ٦٧ الآية ١.