للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عالم عظيم. وكانت وفاته بالقرب من همدان، وحمل إلى تربته بظاهر تبريز بمكان كان سمّاه الشأم ودفن به، والله أعلم

وفيها كان مهاجرة الأمير بدر الدين جنكلى بن البابا إلى الأبواب العالية السلطانيّة، وصحبته جماعة من كبار التتار، من جملتهم أخو الأمير سيف الدين قطلو بك. وكان منزلة هذا الأمير بدر الدين جنكلى ومقامه عند آمد، وله مدّة يكاتب الأبواب الشريفة، وكان جدّه البابا فى زمان الملك أبغا أميرا كبيرا ولقبه جمال الدين. وأبو هذا الأمير بدر الدين يسمّى شمس الدين محمد بن جمال الدين بابا، له آثار حسنة فى الإسلام، وهو الذى ردّ التتار عن بلاد الإسلام فى أيّام الملك أرغون بن أبغا، وكان مقدّم جيوش التتار قد نزل من خراسان يسمّى أرعضون (١٠) وقصدوا دخول الشأم، فاحتال هذا الأمير شمس الدين محمد بن البابا وقرّر مع أناس قصّاد أن قالوا للتتار:

إنّ البلاد مملوءة بالعساكر الإسلاميّة، وأخافهم حتى ردّهم على أعقابهم. (١٢) - وكان عمّ هذا الأمير بدر الدين أيضا مسلما حسنا يسمّى شرف الدين مغلطاى- (١٣)

وفيها يوم الاثنين سابع عشر شوّال تولّى الوزارة بالديار المصرّية ناصر الدين الشيخىّ بعناية الأمير ركن الدين الجاشنكير عوضا عن البغدادىّ

وفيها يوم الثلثا الخامس والعشرين من رجب توفّى الأمير سيف الدين بكتمر السلحدار الظاهرىّ، رحمه الله. وفى ثانى جمادى الأولى توفّى الأمير عزّ الدين أيبك الحموىّ، رحمهما الله تعالى


(١٠) أرعضون: كذا فى الأصل ولعل صوابه «أرغون»
(١٢ - ١٣) ان البلاد. . . شرف الدين مغلطاى: بالهامش