للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أيدى عساكرنا مجنوبة، والطبول فى أعناقهم مقلوبة، وأمّا الرجال، ففى أعناقهم الحبال، والسلاسل والأغلال، فعادت مغلك كالكلاب، فى أيدى أسود الغاب، فاختر لنفسك إمّا الدخول إلى خراسان سريعا، وإمّا الخروج عن الروم والعراق جميعا

وفى آخر هذه الرسالة هذين البيتين <من المتقارب>:

<و> إن كان أعجبكم عامكم ... فعودوا إلى الشأم فى قابل

فإنّ السيوف التى ورّخت ... مواقعها فى يد القاتل

وفيها كان إصراع العبد المؤلف لهذا التأريخ بالبندق فى شهر ربيع الآخر رابع عشرين منه. وتفضّل المولى المحسن المالك المرحوم شمس الدين بن دانيال الحكيم رحمه الله، ونظم أبياتا حسانا تتضمّن قدمة العبد. ونحن نذكرها هاهنا لما فيها من الفوايد فى وصف عدّة الطير الواجب وأصنافه وحسن صناعة التأليف، وأيضا لحفظ تأريخ الإصراع والقدمة، وهذه الفايدة تختصّ بالعبد دون غيره. فالقارئ يحتمل الإساءة فى إثباتها بشفاعة ما قبلها وبعدها إذا انتهى إلى حدّها وهى <من الكامل>:

عج بالسدير (١٥) ... فإنّ فيه مرامى

فعلى السدير تحيّتى وسلامى

واد به طير الجليل معرّسا ... وا طول شوقى نحوه وغرامى

وإذا أتيت جنابه متنزّها ... انزل به لتفوز بالإنعام

أشتاق هاتيك الوجوه وحسنها ... واهوى مقامات به ومرامى


(١٥) بالسدير: بالهامش «السدير: واد حسن بالعباسة وبه كان الإصراع» --تحيّى وسلامى: تحيه وسلام