للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كان تعلّق به أمله الكاذب، فرجع وبالا عليه. وهذا ناصر الدين الشيخىّ كان أقباعيّا (٢) يخيط الأقباع. ثمّ إنّه كان بماردين وحصل. منه مكاتبة ومناصحة للأبواب العالية السلطانيّة. ثم وصل إلى مصر وأخذ الإقطاع وعمل شادّ الكيّالة بالقاهرة المحروسة. ثمّ ولى القاهرة. ثم تنقّلت به الأحوال حتى وزر وانتهت أيّامه فقتل (٥_) حسبما ذكرناه. و (٥) كان يعرف بالغايب، وأبوه كان هنديّا (٦) وأخوه يعيش إلى حين وضع العبد هذا التأريخ، يسمى الشيخ علىّ، رجل فقير، وما كان يعترف به فى حال سعادته (٧)

ووزر بعده سعد الدين بن عطايا بعناية الأمير علم الدين الجاولى الأستادار. وكان الأمر راجعا (٩) فى ذلك الوقت لتاج الدين بن سعيد الدولة.

وكان هذا ابن سعيد الدولة مسلمانيّا (١٠)، وكان فيه دهاء ومكر. فانتهى إلى خدمة الشيخ نصر المنبجىّ، قرّبه إليه شخص جندىّ كان يلوذ بالشيخ نصر، يقال له المعظّمىّ. وكان الشيخ نصر لا يقوم ولا يقعد إلاّ بالمعظّمىّ وجعله حاجب بابه. وبلغنى ممّن أثق به أنّ الشيخ نصر قال فى وقت:

أطلعت على الجنّة، فوجدت المعظّمىّ قايما (١٤) على باب الجنّة مع رضوان يأذن لمن أحبّ ويمنع من أختار، فلذلك جعلته صاحب الإذن علىّ. -فلمّا قرّب المعظّمىّ لابن سعيد الدولة للشيخ دخل على الشيخ بخرده (١٦) ومكر ودين وخشوع حتى بلغنى أنّه قال عنه: هذا ابن سعيد الدولة يتصرّف فى الجنّة كيف شا، فلا أقلّ أنّه يكون متصرّفا فى أمور الدنيا. -وكان الشيخ الغالب على أمر الأمير ركن الدين، لا يفعل شئ إلاّ بإذنه وعن إشارته. فأشار بأن يكون ابن سعيد الدولة مدبّر الدولة. فعاد كذلك حتى


(٢) أقباعيا: أقباعى
(٥_) فقتل: فقيل
(٥ - ٧) وكان يعرف. . . حال سعادته: بالهامش
(٦) هنديا: هندى
(٩) راجعا: راجع
(١٠) مسلمانيا: مسلمانى
(١٤) قايما: قايم
(١٦) بخرده: كذا فى الأصل