للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بلغ من أمره إذا كتب (١) عن مولانا السلطان كتاب فى ساير التعلّقات الخاصّة والعامّة يعرض على ابن سعيد الدولة حتى يكتب عليه: يحتاج إلى الخطّ الشريف، -ثمّ بعد ذلك يقدّم للعلامة الشريفة السلطانيّة. ثمّ إن ابن سعيد الدولة عمل له ناموسا عظيما حتى لا كان أحد (٤) يجسر أن يسلّم عليه فى الطريق ولا يمشى أحد (٥) قدّامه ولا خلفه غير عبد واحد يحمل دواته، والويل لمن جهل منه ذلك فسلّم عليه فى الطريق، فما يسلم من الأخذ والإهانة (٦) إلاّ بالجهد العظيم. وكان له بستان قد جعل فى وسطه مكان خالى من الأشجار تقدير فدّانين، وفى وسط تلك البقعة تخت جريد يجلس عليه ومن شا من ألزامه الخصيصين به. وكان أكثرهم مجالسة فى قراية المناحس والتفكّر فى ما يفعلوه شخص من أقاربه كان يسمّى التقىّ الأحول، وكان يقارب التاج فى المكر والخبث ويفوق عليه، وربّما كان التاج ابن سعيد الدولة يغترف من بحره، فكان غالب الأوقات جليسه فى ذلك المكان. وكان قصده بخلوّ ذلك المكان من الأشجار والخلوة فيه خشية ما سامع يسمع ما هما فيه من الكلام، فإذا دخل إليه داخل نظره من بعد. كلّ ذلك من حسابه البعيد وغوره فى المناحس. ثمّ إنّ ابن سعيد الدولة حجر على ساير التصرّفات السلطانيّة ومنع أشيا كثيرة كبيرها وحقيرها. جليلها وقليلها. هذا ومولانا السلطان يلاحظ هذه الأحوال، صابرا على هذه الأهوال، قد سلّم أموره إلى الله مولاه، فهو يلاحظه ويكلاه

وفيها ليلة الثلاثاء الثامن والعشرين من ربيع الآخر ولد لمولانا السلطان عزّ نصره ولد ذكر (٢٠)، ولقّب بالملك المظفّر


(١) كتاب: كتابا
(٤) أحد: احدا
(٥) أحد: احدا
(٦) والإهانة: والاهنة
(٢٠) ولد ذكر: ولدا ذكرا