للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها التاسع عشر من ربيع الأوّل وصل الأميرين آقطاى وسلطان أولاد مهنّا ومعهم جماعة كبيرة، وكان لهم مدّة زمانيّة قد قفزوا إلى التتار، وكانوا مضرّة (٣) على الإسلام خصوصا على القفول الصادرة والواردة من الشرق. فكان عودهم رحمة للناس، فخبّروا أنّ غازان كان قبل موته قد جرّد خمسة عشر تومانا عدّة ماية وخمسين ألف فارس إلى نحو الشأم. فمات بالسبب المذكور قبل خروج التجاريد، فلله الحمد والمنّة

وفيها وصل رسول التتار وأخبر أنّ وراه رسلا (٧) أيضا من الملك خدابنداه أخى (٨) غازان صاحب تخت مملكة التتار بالعراقين وما معهما، وأنّ مع الرسل رسول المسلمين: الأمير حسام الدين المجيرىّ وعماد الدين بن السكّرىّ، وكذلك بدر الدين بن فضل الله. وأخبر أنّ الملك خدابنداه قرّب الرسل الإسلاميّة وأخلع عليهما وأنعم إنعاما كبيرا، وأنّ من جملة ذلك أنّه ناول لعماد الدين بن السكّرىّ من يده هناب قمز فتناوله من يده، ولم يشربه.

فسأله عن امتناعه، فقيل له: إنّه قاضى ولا يمكنه شربه. -فأخذه منه وناوله رغيف خبز صورة أمان، فأخذه وضرب له جوك. فأعجبه كلامه وقال: الملك الناصر آغا أطاسى، يعنى كبيرى وسميّى، فإنه محمد وأنا محمد، ونحن نطلب الصلح خمسين سنة، وأقلّ ما يكون اثنتا عشرة سنة حتى تعمر البلاد. -ثمّ قال: إنّ أخى غازان ما كان له عقل فى خراب البلاد، وكان مسلم الظاهر كافر الباطن، وما دخوله الشأم برضايى ولا برضا أمرا المغل، فلذلك قتله الله تعالى. وإنّ أمرا المغل يسلّمون على السلطان صاحب مصر ويطلبوا منه الصلح وإخماد هذه الفتن، وكان سبب هذا كلّه منهم أنّه بلغه


(٣) مضرة: مظره
(٧) رسلا: رسل
(٨) أخى: اخو