للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فبلغ القاضى أنّ جماعة من الأمرا يتردّدون إليه وينفذون له المآكل الطيّبة. فطلع القاضى واجتمع بالأمير ركن الدين فى قضيّته وقال: هذا يجب عليه التضييق إذا لم يقتل، وإلاّ فقد ثبت كفره. -فنقلوه هو وإخوته ليلة عيد الفطر إلى الجبّ بالقلعة

وكان بعد قيام ابن التيميّة من المجلس قد تكلّم قاضى القضاة بدر الدين ابن جماعة رحمه الله فى مسايل القرآن العظيم وشئ من عقيدة الإمام الشافعىّ رضى الله عنه. فقيل لقاضى القضاة الحنفىّ: ما تقول؟ -قال: كذا أعتقد. -فقيل لقاضى القضاة شرف الدين الحنبلىّ: ما تقول؟ -فتلجلج، فقال له الشيخ شمس الدين القروىّ (٩) المالكىّ: قم، جدّد إسلامك! وإلاّ لحقوك بابن التيميّة وأنا أحبّك وأنصحك. -فخجل. فلقّنه القاضى بدر الدين بن جماعة القول، فقال مثل قوله، وانفصل الحال

ثم كتب إلى دمشق كتاب يتضمّن أنّ مولانا السلطان خلّد الله <ملكه> قد رسم: أىّ من اعتقد عقيدة ابن التيميّة حلّ ماله ودمه. - وبعد صلاة الجمعة حضروا القضاة جميعهم بمقصورة الخطابة بجامع دمشق ومعهم الأمير ركن الدين بيبرس العلايى أمير حاجب الشأم يوم ذاك.

وجمعوا جميع الحنابلة، وأحضر تقليد قاضى القضاة نجم الدين بن صصرى باستمراره على القضا وقضا العسكر ونظر الأوقاف مع زيادة المعلوم، وقرأه زين الدين أبو بكر. وقرئ عقيبه نسخة الكتاب الذى وصل فيما يتعلّق بمخالفة عقيدة الشيخ تقىّ الدين بن التيميّة وإلزام الناس بذلك، خصوصا الحنابلة. فكان ما هذا نسخته:


(٩) للقروى: القونى، مصحح بالهامش