للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذى تنزّه عن الشبيه (٢) والنظير، وتعالى عن المثيل {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (٣)

نحمده على أن ألهمنا العمل بالسنّة والكتاب، ورفع فى أيّامنا أسباب الشكّ والارتياب

ونشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، شهادة من يرجو (٦) بإخلاصه حسن العقبى والمصير

وننزّه الخالق عن التحييز فى جهة لقوله تعالى {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} (٩)

ونشهد أنّ محمدا عبده ورسوله الذى نهج سبل النجاة لمن سلك طريق مرضاته، وأمر بالتفكّر فى آلاء الله ونهى عن التفكّر فى ذاته

صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه الذين علا بهم منار الإيمان وارتفع، وشيّد الله بهم قواعد الدين الحنيفىّ ما شرع، فأخمد بهم كلمة من حاد عن الحقّ ومال إلى البدع

وبعد: فإنّ العقايد الشرعيّة، وقواعد الإسلام المرعيّة، وأركان الإسلام العليّة، ومذاهب الدين المضيّة، هى الأساس الذى يبنى الإيمان (١٦) عليه، والمؤمّل الذى يرجع كلّ أحد إليه. والطريق التى من سلكها {فَقَدْ فازَ فَوْزاً عَظِيماً} (١٨) ومن زاغ عنها فقد استوجب عذابا أليما. فلهذا


(٢) الشبيه: التشبيه
(٣) السورة ٤٢ الآية ١١
(٦) يرجو: يرجوا
(٩) السورة ٥٧ الآية ٤
(١٦) الإيمان: بالهامش
(١٨) السورة ٣٣ الآية ٧١